(٢) لعل المؤلف أراد بقوله: (غريب) أنَّ كلام علي بن المديني فيه تناقض وغرابة؛ فهو يشير إلى ضعف الحديث بانقطاع إسناده لعدم اتصال السماع، وفي ذات الوقت يشير إلى صحَّته من حيث الوجادة؛ كما أنه يضعِّف حديث حماد بن سلمة لذات السبب. (٣) الوِجَادَة: هي إحدى طرق رواية الحديث، وصورتها أن يجد الطالب حديثًا أو كتابًا بخط راويهما بإسناده فله أن يروي عنه، ويقول: (وَجَدْتُ بِخَط فلان) أو (قرأت بخط فلان)، كذا وكذا، ويسوق الحديث، ومثال لذلك: مسند أحمد بن حنبل، حيث يقول ابنه عبد الله (وجدتُ بخط أبي: حدثنا فلان)، ويسوق الحديث. والمروي بالوجادة من قبيل المنقطع، فلا يجوز إطلاقًا روايته، وإنما هي حكاية عمَّا وجده في الكتاب. تدريب الراوي للسيوطي (ص: ٢٠٥ - ٢٠٧)، مقدمة ابن الصلاح (ص: ٩٩ - ١٠١)، اختصار علوم الحديث كما في الباعث الحثيث لأحمد محمد شاكر (ص: ٩٠ - ٩١)، كتاب التعريفات للجرجاني (ص: ٣٤٤). (٤) تدريب الراوي للسيوطي (ص: ٢٠٥ - ٢٠٦)، الباعث الحثيث لأحمد محمد شاكر (ص: ٩٠). (٥) منهم: الإمام مُسلم، وابن أبي شيبة، والشَّافِعيُّ وأصحابه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه أحمد بن حنبل، وابن كَثير. صحيح مُسلم، كتاب فضائل الصحابة (حديث رقم ٢٣٣٩) (ص: ٩٨٩) مقدمة ابن الصلاح (ص: ١٠١)، اختصار علوم الحديث كما في الباعث الحثيث لأحمد محمد شاكر (ص: ٩٠ - ٩١)، مقدمة مسند الإمام أحمد بن حنبل (ص: ٣٠١). (٦) بعد البحث لم أعثر على هذا الكتاب في المكتبات والمعارض، وقيل: إنه مفقود، وإنَّ ابن كَثير لم يكمله، وقد أشار إليه ابن كَثير في بعض كتبه فقال في (البداية والنهاية) تحت ترجمة الإمام البُخاري: "صاحب (الصَّحيح)، وقد ذكرنا له ترجمة حافلة في أول شرحنا لصحيحه". وأيضًا ذكره ابن كَثير في (اختصار علوم الحديث) بعد أن ساق حديثًا للدلالة على جواز الوجادة وقال: "وقد ذكرنا الحديث بإسناده ولفظه في (شرح البُخاري)، ويؤخذ منه مدحُ من =