للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَن لا يزال دمعُهُ مُقنَّعًا (١) … يُوْشِك أن يكون مَرَّةً مَدْفُوقًا (٢) (٣)

فقال أبو بكر : "لا تقولي هكذا يا بُنيَّة، ولكن قولي: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾. ثمّ قال لها: "في كم كُفِّنَ رسول الله يا بنيَّة؟ فقالت: "في ثلاثة أثواب فقال: "كفنوني في ثوْبيَّ (٤) هذين، واستروا [بهما] (٥) ثوبًا، فإنَّ الحيَّ أحوجُ إلى الجديد من الميّت". (٦) (٧).

وستأتي بقية طرقه في سيرته عند ذكر وفاته (٨).


(١) مُقنعًا: من قنع، أي مخفيًا، وقيل: المقنع: المحبوس في جوفه، ويجوز أن يُراد من كان دمعه مُغطى في شؤونه كامنًا فيها فلا بد أن يبرزه البكاء. معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (قنع) (ص: ٧٢٦)، لسان العرب لابن منظور، مادة (قنع) (٨/ ٣٠١).
(٢) مدفوقًا: من دفق، أي مصبوبًا، ويقال: دفق الماء والدمع يدفق دفقًا، ودفوقًا، واندفق، وتدفق، واستدفق: انصبّ. معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (دفق) (ص: ٢٨٩)، لسان العرب لابن منظور، مادة (دفق) (١٠/ ٩٩).
(٣) بعد البحث لم أقف على اسم قائل هذا البيت في المصادر التي بين يدي.
(٤) في الأصل: (ثوبين)، وهو تصحيف والصواب نحويًا ما أثبتُّه من تاريخ دمشق لابن عساكر (٣٢/ ٢٨٠).
(٥) ما بين معقوفين سقط في الأصل، وأثبته من تاريخ دمشق لابن عساكر (٣٢/ ٢٨٠) لأن السياق يقتضيه.
(٦) يُعد كتاب (معجم الصحابة) للدغولي من المفقودات. كتب التراث لياسين (ص: ١٧١).
(٧) ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق، عبد الله بن عثمان بن قحافة أبو بكر (٣٢/ ٢٨٠) به، وذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى، ومن بني تيم بن مرة بن كعب: أبو بكر (٣/ ١٤٧) من طريق هِشَام بن عُرْوَة عن أبيه عن عائشة به مختصرًا، وأخرجه مالك في الموطأ، كتاب الجنائز، باب ما جاء في كفن الميت) (حديث رقم ٥٢٢) (ص: ١٣٤) من طريق يحيى بن سَعيد عن أبي بكر الصديق بنحوه مع زيادة يسيرة في آخره، ولم يذكر الآية من القرآن وبيت الشعر، وأخرجه البُخاري في صحيحه، كتاب الصَّلاة، باب (موت يوم الاثنين) (حديث رقم (١٢٩٨) (١/ ٣٣٢) من طريق هِشَام بن عُرْوَة عن أبيه عن عائشة بنحوه بنحوه مطولًا، ولم يذكر الآية من القرآن وبيت الشعر، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الجنائز، باب (ما قالوا في كم يكفن الميت) (حديث رقم ٦) (٣/ ١٤٥) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بنحوه، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب الجنائز، باب (ما جاء في البكاء) (٣/ ٢٣) بنحوه، وقال: "رواه أبو يَعْلى، وإسناده رجاله رجال الصَّحيح". انتهى.
(٨) انظر: (سيرة الصديق وأيامه في حالتيّ جاهليته وإسلامه) (لوحات رقم)، وانظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (٣٢/ ٢٨٠ - ٢٨١)، (٣٢/ ٢٨٦)، حيث ذكرت طرق أخرى للحديث.

<<  <   >  >>