كتاب مسند أبي بكر الصديق - لابن كثير

كتاب الجامع - حديث في التورع من أكل الحرام وتوقي مظانه - ص: 645

قالت: كان لأبي بكر ﵁ غلام يخرجُ (١) له الخَرَاج (٢) -وكان أبو بكر يأكل من خَرَاجِهِ- فجاءَ يومًا بشيءٍ فأكلَ منه أبو بكر، فقال له الغُلام:

"[أ] (٣) تدري ما هذا؟ ". قال (٤) أبو بكر: " (٥) ما هو؟ ". قال: "كنتُ تَكَهَّنْتُ (٦) لإنسانٍ في الجاهِليَّةِ -وما أُحْسِنُ الكِهَانَةَ- إِلا أنِّي خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِي فأعطاني؛ فَذَاكَ (٧)، فهذا الذي أكلتَ منه". فأدخلَ (يَدَهُ أبو بكر) (٨) فَقَاءَ كل شيءٍ في بطنه" (٩).

هكذا رواه البُخاري مُنفردًا من بين أصحابِ الكتب.

---

(١) في الأصل: (فخرج)، والصواب ما أثبتُّه من صحيح البُخاري (حديث رقم ٣٥٥٤) (٢/ ٢٩٥) لأن السياق يقتضيه.
(٢) الخَرَاج: من خرج، أي ما يحُصل عليه من غَلة العين المبتاعة عبدًا كان أو أمة أو مِلْكًا، وهو: الأتاوة. معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (خرج) ص: (٢٤٩)، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة (خرج) (١/ ٤٧٩).
(٣) ما بين معقوفين سقط في الأصل، وأثبتُّه من صحيح البخاري (حديث رقم ٣٥٥٤) (٢/ ٢٩٥).
(٤) كذا في الأصل، وفي صحيح البُخاري (حديث رقم ٣٥٥٤) (٢/ ٢٩٥): (فقال).
(٥) زادت -هنا- في صحيح البُخاري (حديث رقم ٣٥٥٤) (٢/ ٢٩٥): (و).
(٦) تَكَهَّنْت: من كهن، أي قضى له بالغيب، وصار كاهنًا. معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (كهن) (ص: ٧٦٥)، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة (كهن) (٢/ ٥٧٣)، لسان العرب لابن منظور، مادة (كهن) (١٣/ ٣٦٢ - ٣٦٣).
(٧) كذا في الأصل، وفي صحيح البُخاري (حديث رقم ٣٥٥٤) (٢/ ٢٩٥): (بذلك).
(٨) ما بين قوسين كذا في الأصل، وفي صحيح البُخاري (حديث رقم ٣٥٥٤) (٢/ ٢٩٥): (أبو بكر يده).
(٩) أخرجه البُخاري في صحيحه -واللفظ له- كتاب المناقب، باب (أيام الجاهلية) (حديث رقم ٣٥٥٤) (٢/ ٢٩٥)، وأخرجه البَيْهقي في السنن الكبرى -واللفظ له- كتاب الغصب، باب (لا يملك أحد بالجناية شيئًا جنى عليه. . .) (حديث رقم ١١٥٢٧) (٦/ ١٦١)، وفي شعب الإيمان -واللفظ له- باب (في المطاعم والمشارب)، الفصل الثالث: في طيب المطعم والملبس واجتناب الحرام واتقاء الشبهات (حديث رقم ٥٧٧٠) (٥/ ٥٩) من طريق عُبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد، عن عائشة ﵂.