للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل أن لا يخاصم أحدًا من شدة معرفته بالله - تعالي-.

وقيل: أن يكون من الناس قريبًا، وفيما بينهم غريبًا.

وقيل: أن لا يؤثر (فيه) جفاء الخلق بعد مطالعته للحق.

وقيل: قبول ما يرد عليه من جفاء الخلق وقضاء الحق بلا ضجر ولا قلق.

وقال بعض السلف: (أولى ما يمتحن (به) حسن الخلق الصبر علي الأذى، واحتمال الجفاء).

وقيل: بذل الجميل، وكف القبيح.

وقد جمع بعضهم علامات حسن الخلق. فقال: أن يكون كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، قليل الفساد، صدوق اللسان قليل الكلام، كثير العمل، قليل الذلل، قليل الفضول برًا وصولًا رضيًا شكورًا حليمًا رفيقًا عفيفًا شفوقًا. لا لعانًا ولا سبابًا ولا نمامًا ولا شتامًا ولا مغتابًا ولا عجولًا، ولا حقودًا ولا بخيلًا ولا حسودًا، هشاشًا بشاشًا يحب الله ويبغض في الله ويرضى لله ويبغض لله.

فهذا هو حسن الخلق.

قال يوسف بن أسباط: (علامة حسن الخلق عشرة أشياء. قلة الخلاف وحسن الإنصاف وترك طلب العثرات، وتحسين ما يبدو من السيئات، والتماس المعذرات، واحتمال الأذى، والرجوع بالملامة على النفس، والتفرد بمعرفة عيوب نفسه دون عيوب غيره، وطلاقة الوجه للكبير والصغير ولطف الكلام لمن دونه وفوقه).

ومدار حسن الخلق مع الخلق ومع الحق على أمرين ذكرهما شيخ مشايخنا عبد القادر الكيلاني - قدس الله روحه- قال: كن مع الحق بلا خلق ومع الخلق بلا نفس، وقال بعض المحققين (حسن الخلق يقوم على أربعة أركان لا يتصور قيام ساقه إلا عليها. الصبر والعفة والشجاعة والعدل، فالصبر يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحلم، والأناة والرفق وعدم الطيش والعجلة، والعفة تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل، وتحمله علي الحياء وهو رأس كل خير ويمنعه من الفحش والكذب والغيبة وغير ذلك.

<<  <   >  >>