للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبيه عن الزبير بن العوام- رضي الله عنه- قال: "ما أنزل الله هذه الآية {خذ العفو وأمر بالعرف} إلا في أخلاق الناس".

وفي رواية قال: أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذ العفو من أخلاق الناس".

وفي رواية قال: أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذ العفو من أخلاق الناس

وروى ابن أبي الدنيا بسنده، عن عبد الملك بن عطاء في قوله- تعالى: { .. وقولوا للناس حسنًا .. } قال: للناس كلهم المشرك وغيره.

فقوله: {وأمر بالعرف} أي بالمعروف، لأن العرف والمعروف كل خصلة حسنة.

وقوله: {وأعرض عن الجاهلين} أي أقمت عليهم الحجة، وأمرتهم بالمعروف فجهلوا عليه فأعرض عنهم، صيانة لهم، ورفعًا لقدره.

قال جعفر الصادق: أمر الله- تعالى- نبيه - صلى الله عليه وسلم - بمكارم الأخلاق، وليس في القرآن أجمع لمكارم الأخلاق منها.

وفي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- قال: قدم عليه (عيينة) بن حذيفة، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر اللذين يدينهم عمر. وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشورته كهولًا كانوا أو شبابًا. فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه. قال: سأستأذن لك عليه. قال ابن عباي: فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له "عمر" فلما دخل. قال: يابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل. فغضب عمر حتى هم أن يوقع به. فقال له الحر: يا أمير المؤمنين إن الله قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها وكان وقافًا عند كتاب الله- عز وجل-.

فواجب على الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر عند جهل الجاهلين، الإعراض

<<  <   >  >>