وفي رواية عن أبي سلمة نحوه وفيها:"فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري" الحديث. وفيه: فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت.
وروى نحوه الدارقطني وفيه فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلبت.
والجمع بين الأحاديث في قتلها، والعفو عنها أن يقال: إنه صلى الله عليه وسلم عفا عنها في أول الأمر، فلما مات بشر بن البراء طلبها وقتلها قصاصًا. والله أعلم. واليهودية واضعة السم اسمها زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودي. والله أعلم وقد سبق من حديث الترمذي- في الشمائل- من حديث عائشة- رضي الله عنها- قالت:"ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرًا من مظلمة ظلمها قط ما لم تكن حرمة من محارم الله- تعالى- وما ضرب بيده شيئًا إلا أن يجاهد في سبيله، وما ضرب خادمًا ولا امرأة".
وفي مسند الإمام أحمد، وسنن النسائي من حديث زيد بن أرقم. قال: سحر النبي- صلى الله عليه وسلم- رجل من اليهود. قال فاشتكى لذلك أيامًا فجاءه جبريل فقال: إن رجلًا من اليهود سحرك، عقد لك عقدًا في بئر كذا وكذا فأرسل إليها فجيء بها. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا فاستخرجها فجاء بها فحللها. قال: فقام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال. قال: فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط حتى مات.
وروى ابن أبي الدنيا بسنده، عن عائشة- أيضًا- قالت: والله ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء يؤتى إليه حتى ينتهك من محارم الله فينتقم لله- عز وجل-.
وفي الصحيحين، ومسند أحمد من حديث أنس- رضي الله عنه- قال:"كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية. فأدركه أعرابي. فجذبه بردائه جذبة شديدة. فنظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الراء من شدة جذبته. ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله عندك. فالتفت إليه. فضحك. ثم أمر له بعطاء".
وللحديث روايات وطرق.
ورواه ابن ماجه إلى قوله:(غليظ الحاشية) والله أعلم.