للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للصلح موضعًا، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.

وكان أويس القرني: إذا رآه الصبيان يرمونه بالحجارة فيقول: يا إخوتاه، إن كان ولا بد فبالصغار، لا تدمون ساقي فتمنعوني الصلاة.

وشتم سلمان الفارسي- رضي الله عنه- فقال: إن خفت موازيني فأنا شر مما تقول وإن ثقلت موازيني لم يضرني ما تقول.

وروى الإمام- أحمد- في الزاهد، وابن أبي الدنيا- بسنديهما عن عمر بن حفص، عن شيخ قال: لما ولى عمر بن عبد العزيز- رحمة الله عليه- خرج ليلة ومعه حرسي، فدخل المسجد، فمر في الظلمة برجل نايم فعثر به، فرفع رأسه إليه. قال: أمجنون أنت؟ قال: لا. فهم به الحرسي. فقال له (عمر) معه إنما سألني أمجنون أنت؟ فقلت: لا.

وذكر أبو الفرح بن الجوزي، عن إبراهيم بن أبي عبلة. قال: غضب عمر بن عبد العزيز على رجل غضبًا شديدًا، فبعث إليه، فأتى به فجرده ومده في الحبال، ثم دعا بالسياط حتى قلنا: هو ضاربه. قال: خلوا سبيله، لو أني غضبان لسؤتك. ثم تلا: {والكاظمين الغيظ والعافين عن النَّاس والله يحب المحسنين}.

وذكر ابن الجوزي أيضًا عن سفيان قال: نال رجل من عمر بن عبد العزيز، فقال له: ما يمنعك مني؟ فقال: إن التقي ملجم.

وأسمعه رجل بعض ما يكره. فقال له: مه يا هذا كأنك أردت بكلامك هذا أن يستفزني الشيطان بعز السلطان، فأنال منك ما تستقصه مني. إذهب راشدًا، هداك الله.

وأنشدوا:

وذو سفه يخاطبني بجهل ... وأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة وأزيد حلمًا ... كعود زاده الإحراق طيبا

وروي أن رجلًا شتم الأحنف بن قيس واسمه الضحاك. وقيل صخر وكان ذلك الرجل يتبعه فلما قرب من الحي وقف. فقال: إن كان في قلبك شيء فقله، كي لا يسمعك سفاء الحي فيحاربوك.

<<  <   >  >>