(والسقم) بضم السين وإسكان القاف وفتحها لغتان وهما المرض وكذلك السقام والهم والحزن، قيل: هما بمعنى واحد وهو تحسر القلب، وشغله بالفكر والتأسف على ما فات من الدنيا.
وقيل: يشغل القلب فيما يخاف ويرجى.
وفي صحيح البخاري ومسند أحمد من حديث عائشة مرفوعًا:" ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها".
ولأحمد - أيضًا - ومسلم، قال: لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته.
وفي رواية: إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة.
ولمسلم -أيضًا - والترمذي. قال: لا يصيب المؤمن مصيبة، حتى الشوكة إلا قضى بها أو قال: كفر بها من خطاياه. لا يدري الراوي أيتهما قال عروة.
ولمسلم - أيضًا - في الموطأ قال: دخل شباب من فريش على عائشة وهي بمنى وهم يضحكون، فقالت ما يضحككم قالوا فلانًا خر على طنب فسطاط، فكادت عنفه أو عينه أن تذهب، فقالت: لا تضحكوا فإن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة).
ولأحمد قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة: لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال النبي ثلة: (إن الصالحين يشدد عليهم