للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقل من جد في أمر يطلبه ... واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

والصبر محمود العاقبة يثمر النجح، ويورث المقصود، ويكبت العدو، ويغيظ الحسود، ويفضل لصاحبه بالسيادة، ويكسوه فضيلة الحوم، ويدفع عنه نقيصة الحرمان,

وروى الإمام أحمد - أيضًا في الزهد بسنده، عن راشد بن أبي راشد قال: كان زيد بن ميسرة يقول: لا تضر نعمة معها شكر، ولا بلاء معه صبرن ولبلاء في طاعة الله خير من نعمة في معصيته-عز وجل ٠.

كان كفار قريش كأبي جهل وعتبة والوليد قد اتخذوا فقراء الصحابة كعمار، وبلال وخباب، وصهيب سخريًا يستهزءون بهم، ويضحكون منهم فإذا كان يوم القيامة قيل لهم: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا} على أذاكم واستهزائكم.

لما علم الصالحون أن الدنيا دار رحلة، دافعوا زمان البلاء، وأولجو في ليل الصبر، علمًا منهم بقرب الأجر فما كانت إلا رقدة حتى صيحوا منزل السلامة.

أصبر على غير الزمان فإنما ... فرج الشدائد مثل حل عقال

نفدت أبصار بصائرهم بنور الغيب إلى مشاهدة موصوف الوعد، فتعلقت به الآمال بما عانيت مواطن القلوب. كما قيل.

نفس المحب على الآلان صابرة ... لعل مسقمها يومًا يداويها

قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وجدنا خير عيشنا الصبر

وقال عامر الشعبي: قال علي بن أبي طالب: إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأي من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له.

وعزى -رضي الله عنه- رجًلا فقال: إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور وإن جزعت جرت عليك وأنت مأزور.

ولقد أحسن القائل:

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ... ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

وقال ابن عباس ضري الله عنهما: من حقيقة الإيمان الصبر على المكاره وقال الحسن

<<  <   >  >>