١٦٩٠ - عن محمدِ بنِ حمزةَ بنِ يوسفَ بنِ عبداللهِ بنِ سلامٍ، عن أبيه، عن جدِّه قالَ: لمَّا أَرادَ اللهُ تعالى هديَ زيدِ بنِ سَعْنةَ، قالَ زيدُ بنُ سَعْنةَ: ما مِن علاماتِ النبوةِ شيءٌ إلا وقد عَرفتُها في وجهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم حينَ نَظرتُ إليهِ إلا اثنتَينِ لم أَخبُرْهُما مِنه: يَسبقُ حلمُه جَهلَه، ولا يزيدُهُ شدةُ الجهلِ عليه إلا حِلماً، فكنتُ أَلطفُ له لأَن أُخالِطَه فأَعرفَ حِلمَه مِن جهلِهِ.
قالَ زيدُ بنُ سَعْنةَ: فخرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يوماً مِن الحجراتِ ومعه عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه، فأَتاهُ رجلٌ على راحلتِهِ كالبدويِّ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ بصرى قريةَ بَني فلانٍ قَد أَسلَموا ودخَلوا في الإسلامِ، وكنتُ حدثتُهم إن أَسلَموا أتاهُم الرزقُ، وأَصابَتهُم سَنةٌ وشدةٌ وقحوطٌ مِن الغيثِ، فأَنا أَخشى يا رسولَ اللهِ أَن يَخرُجوا مِن الإسلامِ طمعاً كما دخَلوا فيه طمعاً، فإنْ رأيتَ أَن تُرسِلَ إِليهم بشيءٍ تُعينُهم به فعلتُ، فنظرَ إلى رجلٍ إلى جانبِهِ أراهُ علياً، فقالَ: يا رسولَ اللهِ ما بقيَ مِنه شيءٍ.
قالَ زيدُ بنُ سَعْنةَ: فدَنوتُ إليهِ، فقلتُ: يا محمدُ، هَل لَك أَن تبيعَني تمراً معلوماً مِن حائطِ بَني فلانٍ إلى أجلِ كَذا وكَذا؟ فقالَ:«لا يا يهوديُّ، ولكنِّي أَبيعُكَ تمراً معلوماً إلى أجلِ كَذا وكَذا، ولا تسمِّي حائطَ بَني فلانٍ»، قلتُ: نَعم، فبايَعَني، فأَطلقتُ هِمْياني فأَعطيتُه ثمانينَ مِثقالاً مِن ذهبٍ في تمرٍ معلومٍ إلى أجلِ
(١) الحبر الإسرائيلي، واختلف في اسمه، فقيل بالنون، وقيل بالتحتانية، قال ابن عبدالبر: بالنون أكثر. انظر الإصابة (٢/ ٦٠٦).