عاصم .. .
[٥٨٩] محمدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ أبوجعفرٍ الباقرُ، عن آبائِهِ
٦٧٥٨ - عن خارجةَ قالَ: دخلتُ أنا ومحمدُ بنُ أبي لَيلى وأبوحَنيفةَ على جعفرِ بنِ محمدٍ، فرحَّبَ بِنا ثم قالَ: مَن هذا؟ فقالَ ابنُ أَبي لَيلى: هذا رجلٌ مِن أهلِ الكوفةِ لَه رأيٌ وبَصرٌ ونفاذٌ، قالَ: فلعلَّه الذي يَقيسُ الأشياءَ برأيِهِ؟ قالَ: نَعم، قالَ: فتَقيسُ رأسَكَ؟ قالَ: لا، قالَ: فمَا أراكَ تَقيسُ شيئاً ولا تَفهمُهُ إلا مِن عندِ غيركَ، هلْ علمتَ كلمةً أولُها كفرٌ وآخرُها إيمانٌ؟ قالَ: لا، قالَ ابنُ أبي لَيلى: وكيفَ يقيسُ رأسَهُ؟ قالَ: هل عرفتَ ماءَ المُلوحةِ والعَينينِ، والمَرارةَ في الأذنينِ، والحرارةَ في المِنخرينِ، والعذوبةَ في الشَّفتينِ، قالَ ابنُ أبي لَيلى: حدِّثني عن ذلكَ؟ قالَ: نَعم.
حدَّثني أَبي، عن آبائِهِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ اللهَ خلقَ عَيني ابنِ آدمَ شَحمتانِ، فجعلَ فيهما المُلوحةَ، ولولا ذلكَ لَذَابتا، ولا يقعُ فيهما شيءٌ إلا أَذابتاهُ، فالمُلوحةُ لفظٌ يلفظُ ما يقعُ في العينينِ مِن قَذىً، وجعلَ اللهُ المَرارةَ في الأُذنين حجاباً مِن الدوابِّ، قلَّ دابةٌ تقعُ في الأُذنينِ إلا التمَسَت المَخرجَ، ولولا ذلكَ لَوَصلتْ إلى الدماغِ، وجعلَ اللهُ الحرارةَ في المِنخرينِ رائحةً للدماغِ يشمُّ ابنُ آدمَ رائحةَ الدُّنيا، ولولا ذلكَ أَنتنَ، وجعلَ اللهُ العُذوبةَ في الشَّفتينِ مَنّاً مِن اللهِ على ابنِ آدمَ، يجدُ حلاوةَ القُبلةِ ولَذاذةَ طعامِه وشرابِهِ، ويجدُ الناسُ مِن حلاوةِ منطِقِهما».
قالَ: فأخبِرْني عن كلمةٍ أولُها كفرٌ وآخرُها إيمانٌ: قالَ قولُ الرجلِ: لا إلهَ ثم سَكَتَ فقدْ كفرَ، فإذا قالَ: إلا اللهُ فقدْ آمَنَ.
قالَ: إيَّاكَ والقياسَ، فإنَّ أَبي حدَّثني، عن آبائِهِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute