فارس الذهلي النيسابوري: حدثنا عبدالرزاق بن همام الصنعاني: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس .. (١).
قال ابن عساكر: حسن صحيح غريب.
[الهجرة]
٦٨٩ - عن أبي مصعبٍ المكيِّ قالَ: أدركتُ زيداً والمغيرةَ بنَ شعبةَ وأنسَ بنَ مالكٍ يَذكرونَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ الغارِ أمرَ اللهُ تعالى - يعني شجرةً - فخرجتْ في وجهِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لِتسترَهُ، وإنَّ اللهَ تعالى بعثَ العنكبوتَ فنسجَتْ ما بينَهما فسترتْ وجهَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأمرَ اللهُ تعالى حَمامتينِ وَحْشيتينِ فأَقبلا يَدُفَّانِ حتى وقعَتا بينَ العنكبوتِ وبينَ الشجرةِ، وأَقبلتْ فتيانُ قريشٍ، مِن كلِّ بطنٍ مِنهم رجلٌ، مَعهم عِصيُّهم وقِسيُّهم ومَزَاداتُهم، حتى إِذا كَانوا مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم على قدرِ مِئتي ذراعٍ قالَ الدليلُ سراقةُ بنُ مالكِ بنِ جُعشمٍ المُدْلِجيُّ: هذا الحجر ثم لا أَدري أينَ وضعَ رجلَه، فقالَ الفتيانُ: أنتَ لم تُخطئْ منذُ الليلةَ، حتى إذا أصبَحْنا قالَ: انظُروا في الغارِ، فاستقدَمَ القومُ فَتى، حتى إذا كانوا مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قدرِ خَمسينَ ذراعاً فإذا الحَمامتانِ، فرجعَ، فَقالوا: ما ردَّكَ أَن تَنظرَ في الغارِ؟ قالَ: رأيتُ حَمامتينِ وَحْشيتينِ بفمِ الغارِ فعرفتُ أَنْ ليسَ فيه أحدٌ، فسمعَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فعرفَ أنَّ اللهَ تعالى قد دَرأَ عنهما بهما، فسَمَّتَ عليهما وأحدَرَهما اللهُ تعالى إلى الحرمِ، فأفرَخا على ما تَرى.
حديث أبي الفضل الزهري (١٥٧) حدنثا يحيى: حدثنا عمرو بن علي، وفوائد العيسوي (٥٠) حدثنا عثمان بن أحمد: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي: حدثنا مسلم بن إبراهيم،
(١) المجمع (٨/ ١٣٠): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.