٥٢٧٠ - عن مَخزومِ بنِ هانئٍ المَخزوميِّ، عن أبيه - وكانتْ له عِشرونَ ومئةُ سنةٍ - قالَ: لمَّا وُلدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ارتجسَ إيوانُ كِسرى وسقطَت منه أربعَ عشرةَ شُرفةً، وخَمدت نارُ فارسَ ولم تخمدْ قبلَ ذلكَ بألفِ سنةٍ، ورَأى المُوبَذانُ كأنَّ إبلاً صِعاباً تقودُ خيلاً عِراباً، حتى عَبرت دِجلةَ، وانتشرتْ في بلادِ فارسَ ولم تخمدْ قبلَ ذلكَ.
فلمَّا أصبحَ كِسرى أفزعَه ما رَأى، فتصبَّرَ عليه تَشَجُّعاً، ثم رَأى أنَّه لا يَسترُ ذلكَ عن وُزرائِهِ ومَرازبتِهِ، فتجلَّدَ كِسرى وجلسَ على سريرِ مُلكِه ولبسَ تاجَه وأرسلَ إلى المُوبَذان، فقالَ: يا مُوبَذانُ، إنَّه سقطَ مِن إِيواني أربعَ عشرةَ شُرفةً، وخَمدتْ نارُ فارسَ ولم تخمدْ قبلَ اليومِ بألفِ عامٍ، فقالَ: وأنا أيُّها الملكُ قد رأيتُ كأنَّ إبلاُ صِعاباً تقودُ خيلاً عِراباً حتى عَبرت دِجلةَ وانتشرتْ في بلادِ فارسَ، فقالَ: فما تَرى ذلكَ يا مُوبَذانُ؟ وكانَ رأسَهم في العلمِ، يَعني: أي شيءٍ يكونُ هذا؟ قالَ: حَدَثٌ يكونُ مِن قِبَلِ العربِ.
فكتبَ حينئذٍ كِسرى: مِن كِسرى ملكِ المُلوكِ إلى النعمانِ بنِ المنذرِ، أَن ابعثْ إليَّ رجلاً مِن العربِ يُخبرُني بما أسألُه عنه، فبعثَ إليه عبدَ المسيحِ بنَ حيَّان بنِ بُقَيلةَ، فقالَ له: يا عبدَ المسيحِ، هل عندكَ علمٌ بما أريدُ أَن أسألَكَ عنه؟ قالَ: يَسألُني الملكُ، فإنْ كانَ مِنه علمٌ أعلمتُهُ، وإلا فأعلمتُهُ بمَن علمُه عندَه، فأخبَرَه به، فقالَ: علمُه عندَ خالٍ لي يسكنُ مشارفَ الشامِ يُقُال له: سَطيحٌ، قالَ: فاذهبْ
(١) ذكره ابن حجر في القسم الأول في الإصابة (٦/ ٥٢٤). وقال ابن الأثير (٥/ ٣٨٢) بعد أن ذكر هذا الحديث: وليس فيه ما يدل على صحبته، والله أعلم.