للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إليه وسلْه فأخبِرْني بما يخبرُكَ به.

فخرجَ عبدُ المسيحِ حتى قدمَ على سَطيحٍ وهو مشرفٌ على الموتِ، قالَ: فسلَّمَ عليه وحيَّاه بتحيةِ الملكِ، فلم يُجبْه سَطيحٌ، فأقبلَ يقولُ:

أصمٌّ أم يَسمعُ غِطْريف اليمنْ ... أم فازَ فازْلَمَّ به شأْوُ العَننْ

وأمُّه مِن آلِ ذئبِ بنِ حَجَنْ ... أزرَق بَهْمُ النابِ صَرَّار الأذنْ

أبيضُ فَضفاضُ الرداءِ والبدنْ ... رسولُ قَيْل العُجمِ يَسري للوَسَنْ

لا يرهبُ الرعدَ ولا ريبَ الزمنْ ... يجوبُ بي الأرضَ عَلَنْداةٌ شَزِنْ

ترفعني وُجْنٌ وتَهوي به وُجُنْ ... حتى أَتى عاري الجَآجي والقَطَنْ (١)

يلفُّه في الريحِ بَوْغاءُ الدمَنْ ... كأنما حُثحِثَ مِن حِضْنَي ثَكَنْ

قالَ: فرفعَ رأسَه إليه وقالَ: عبدُ المسيحِ يَهوي إلى سَطيحٍ! وقد أَوفى على الضَّريحِ! بعثَكَ ملكُ سَاسانَ لارتجاسِ الإيوانِ، وخُمودِ النيرانِ، ورُؤيا المُوبَذانِ، رأَى إبلاً صِعاباً تقودُ خيلاً عِراباً، قد قطعتْ دِجلةَ وانتشرتْ في بلادِ فارسَ، يا عبدَ المسيحِ، إذا ظهرتْ التلاوه، وغارَت بُحيرةُ سَاوه، وفاضَ وادي السَّماوه، وخرجَ صاحبُ الهَراوه، فليسَت الشامُ بالشامِ، يملكُ مِنهم ملوكٌ وملكاتٌ على عددِ الشُّرُفات، وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ، ثم ماتَ، فقامَ عبدُ المسيحِ وهو يقولُ:


(١) وهذه الأبيات جاءت في الرواية الثانية هكذا:
أصم أم يسمع غطريف اليمن ... أم فاز فازلم به شأو العنن
يا فاصل الخطة أعيت من ومن ... أتاك شيخ الحي من آل سنن
وأمه من آل ذئب بن حجن ... حملني وجناً وتهوي به وجن
حتى أتى عاري الجآجي والقطن ... أزرق بهم الناب صرار الأذن

<<  <  ج: ص:  >  >>