محمد بن جرير الطبري: حدثنا عثمان بن يحيى القرقساني: حدثنا عمر بن هشام البيروتي، عن محمد بن سليمان، عن معان بن رفاعة، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد .. .
هذا حديث حسن غريب (١)، ذكر مهنا بن يحيى عن أحمد بن حنبل ما يقتضي تصحيحه من هذا الوجه، ومعاذ بن رفاعة وثقه علي بن المديني ودحيم، وقال أحمد: لا بأس به، وتكلم فيه يحيى بن معين وغيره، وقد روي نحو منه من وجه آخر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه. وهم الذين امتثلوا أمره صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه لمن بعدهم، وأنفذوا في ذلك أعمارهم، واستفرغوا جهدهم وبادروا إلى ما رغب فيه من ذلك الأمر الجسيم، حيث دعا لهم بالنضرة والنعيم، وكفاهم هذا الدعاء شرفاً، بوأهم الله من الجنة غرقاً، ولقاهم الفوز العظيم.
[المناقب]
٢٩ - عن أسامةَ بنِ زيدٍ، قالَ: بَعثني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بصَحْفةٍ فيها لحمٌ إلى عثمانَ، فدخلتُ عليه فإذا هو جالسٌ معَ رقيةَ، ما رأيتُ زوجاً أحسنَ مِنهما، فجعلتُ مرةً أنظرُ إلى عثمانَ ومرةً أنظرُ إلى رقيةَ، فلمَّا رجعتُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«دخلتَ عليهما؟» قلتُ: نَعم، قالَ:«هل رأيتَ زوجاً أحسنَ مِنهما؟» قالَ: لا يا رسولَ الله، وقد جعلتُ مرةً أنظرُ إلى رقيةَ، ومرةً أنظرُ إلى عثمانَ، أو كما قالَ.
معجم ابن عساكر (١٢٢٧) أخبرنا محمد بن عبدالسلام بن أبي الحسن أبوسعيد المعروف بأميرجه الواعظ بقراءتي عليه بهراة قال: أخبرنا أبوعبدالله محمد بن أبي مسعود بن محمد الفارسي قراءة عليه قال: أخبرنا أبومحمد عبدالرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح: حدثنا عبدالله بن محمد: حدثنا أبوالربيع الزهراني: حدثنا حماد
(١) [هذا حكم العلائي رحمه الله، وهو في نظري حكم جيد، إذ إن الحديث بهذا الإسناد لا يقل عن الحسن]. وانظر المشكاة (٢٤٨).