١٩٨٢ - عن عبدِاللهِ بنِ الحسينِ المِصيصيِّ قالَ: دخلتُ طَرسوسَ فقيلَ: ههُنا امرأةٌ قد رأَت الجنَّ الذينَ وفَدَوا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأتيتُها فإذا امرأةٌ مُستلقيةٌ على قَفاها، فقلتُ: ما اسمُكِ؟ فقالتَ: منوس، قالَ: فقلتُ: يا منوس، هل رأيتِ أحداً مِن الجنِّ الذينَ وَفَدوا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالتْ: نعمْ، حدَّثني عبدُاللهِ سَمْحَجُ قالَ: سمَّاني النبيُّ صلى الله عليه وسلم عبدَاللهِ، قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أينَ كانَ ربُّنا عزَّ وجلَّ قبلَ أنْ يخلقَ السمواتِ والأرضَ؟ قالَ:«على حوتٍ مِن نورٍ يَتَلجلَجُ في النورِ».
قالَ: قلتُ لَها: أَسمعتِ مِنه شيئاً غيرَ هذا؟ قالتْ: نعمْ، حدَّثني عبدُاللهِ سَمْحَجُ قالَ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما مِن مريضٍ يُقرأَ عندَهُ سورةُ {يس} إلا ماتَ ريّاناً، وأُدخلَ قبرَهُ ريّاناً، وحُشَر يومَ القيامةِ ريّاناً».
قالَ: قلتُ لَها: أَسمعتِ مِنه شيئاً غيرَ هذا؟ قالتْ: نعمْ، حدَّثني عبدُاللهِ سَمْحَجُ قالَ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما مِن رجلٍ يُصلِّي صلاةَ الضُّحى ثم ترَكَها إلا عُرِجَ بِها إلى اللهِ تَعالى فقالتْ: يا ربِّ، إنَّ فلاناً حَفِظَني فاحفظْهُ، وإنَّ فلاناً ضيَّعَني فضيِّعْهُ».
وفي روايةِ النقاش: حدَّثتني منوس الجنيةُ وسألتُها: هل بقيَ مِنكم أحدٌ مِمن بايعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قالتْ: نَعم، قلتُ: مَن هو؟ قالتْ: سَمْحَجُ، وسمَّاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم عبدَاللهِ، قلتُ: وأينَ يكونُ؟ قالتْ: بمدينةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، وهو رجلٌ يحبُّ الجهادَ ولا تفوتُه غزاةٌ، قلتُ: فما له لا يسكنُ طرسوسَ؟ فقالتْ: قُلنا له في ذلكَ فقالَ:
(١) بوزن أحمر الجني، ترجمه الحافظ في القسم الأول في الإصابة (٣/ ١٧٦).