للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٧٣] مسندُ الطفيلِ بنِ زيدٍ الحارثيِّ (١)

٢٣٤٢ - عن عوانةَ قالَ: قالَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه يوماً لجُلسائِه: هل فيكم أحدٌ وقعَ إليه خبرٌ مِن أمرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الجاهليةِ قبلَ ظهورِه؟ فقالَ طُفيلُ بنُ زيدٍ الحارثيُّ وقدْ أتتْ عليه يومَئذٍ مئةٌ وستونَ: نَعم يا أميرَ المؤمنينَ، كانَ المأمونُ بنُ معاويةَ الحارثيُّ على ما بلغَكَ من كِهانتِه وعلمِه وحكمتِه، وكانتْ عُقابٌ لا تزالُ تَأتيه بينَ الأنامِ فتقعُ أمامَه فتصيحُ، فيقولُ كَذا وكَذا، فنجدُ كما يقولُ، وكانَ نصرانياً، وكانَ يَخرجُ إلينا في كلِّ يومِ أحدٍ عليه بُرْنسٌ أسودُ فيخطبُ ويجتمعُ إليه الناسُ، فأقبلَت العقابُ يومَ عَرُوبةَ في أولِّ النهارِ فصَرَّتْ ثم نهضتْ، فلمَّا تَعالت الشمسُ خرجَ علينا في ثيابٍ بيضٍ مِن ثيابِ مصرَ يتَوكأَ على عصاهُ، فاجتُمعَ إليه، فأسندَ العصا إلى صدرِه وأطرقَ طويلاً، فقالَ بعضُ القومِ: أنامَ أبوالكبشمِ؟ فقلتُ: كلا، وإنِّي لأظنُّه يبحي نهار بنا ذات وبر (٢).

قالَ: فرفعَ رأسَه، فصعدَ بطرفِه إلى السماءِ ثم ضربَه إلى الأرضِ، ثم رَمى به شرقاً وغرباً، ثم قالَ: نهارٌ يجولُ، وليلٌ يزولُ، وشمسٌ تَجري، وقمرٌ يَسري، ونجومٌ تمورُ، وفلكٌ يدورُ، وسحابٌ مكفهرٌ، وبحرٌ مستطيرٌ، وجبالٌ غبرٌ، وأشجارٌ خضرٌ، وخلقٌ يمورُ بعضُه في بعضٍ بينَ سماءٍ وأرضٍ، ووالدٌ يتلفُ، وولدٌ يخلفُ، ما خلقَ اللهُ هذا باطلاً، وإنَّ ما ترونَ ثواباً وعقاباً، وحشراً ونشراً،


(١) ذكره الحافظ في القسم الأول في الإصابة (٣/ ٥١٩) وقال: له وفادة.
(٢) [كذا في الأصل وفيه تحريف أو سقط].

<<  <  ج: ص:  >  >>