ووقوفاً بيَن يَدي الجبارِ، قالَ: قُلنا: مَن الجبارُ؟ قالَ: الأحدُ الصمدُ، الذي لم يلدْ ولم يولدْ.
قالَ: فنهضَ عظيمُ الأساقفةِ فقالَ: أنشُدُكَ اللهَ في النَّصرانيةِ، فواللهِ لئِن تسامعَت العربُ لقولكَ لا يجتمعُ علينا مِنهم اثنانِ، فقالَ: إليكَ عنِّي، كيفَ أنتَ إذا ظهرَ العبدُ الأمينُ بخيرِ دِينٍ! يا ليتَ أنِّي ألحقُه، وليتَني لا أسبقُه، إنَّ فُؤادي يُصدِّقُه، قالَ: فقلتُ له- وكنتُ أقربَ القومِ له قرابةً -: يا أبا الكبشمِ، وأينَ مَخرجُه؟ فقالَ: غورُ تهامةَ، قلتُ: ومتى يكونُ؟ قالَ: إذا جاءَ الحقُّ لم يكن به حقاً.
ثم أقبلَت العقابُ فوقعتْ بينَ يديهِ وصرَّتْ صَريراً شديداً، وسمعناهُ يقولُ: قدْ فعلتُ، قدْ بلغتُ، ثم نهضَتْ فطارتْ، فلم يلبثْ أنْ ماتَ، وضربَ الدهرُ مِن ضرباتِه، فأَتانا خبرُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وظُهوره بتهامةَ، فقلتُ: يا نفسُ، هذا ذاكَ، وتراخَت الأيامُ إلى أنْ وفدتُ فأسلمتُ.
فنون العجائب (٨٢) أخبرنا أبومحمد عبدالله بن حامد الوزان: أخبرنا إسماعيل بن سعدان الفارسي: حدثنا أبوالقاسم الطيب بن علي التميمي: حدثنا محمد بن الحسن بن يزيد: حدثنا السكن بن سعد، عن أبيه، عن الكلبي، عن عوانة .. (١).
(١) [إسناده واه جداً، فيه الكلبي وهو كذاب، وفيه مجاهيل].