للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٤٩] مسندُ سويدِ بنِ الحارثِ الأزديِّ (١)

٢٠٥٥ - عن سويدِ بنِ الحارثِ قالَ: وفدتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سابعَ سبعةٍ مِن قومٍ أُبايعُه، فلمَّا دَخلْنا عليه وكلَّمناه أعجبَه ما رأى مِن سَمْتِنا وزِيِّنا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما أَنتم؟» فقُلنا: مؤمنونَ، فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقالَ: «إنَّ لكلِّ قولٍ حقيقةً، فما حقيقةُ قولِكم وإيمانِكم؟» قالَ سويدٌ: فقلتُ: خمسَ عشرةَ خصلةً، خمسةٌ مِنها أمرَتْنا رسلُك أنْ نُؤمنَ بها، وخمسةٌ أمرَتْنا رسلُك أَن نَعملَ بها، وخمسةٌ مِنها تخلَّقْنا بها في الجاهليةِ ونحن عليها إلا أنْ تَكرهَ مِنها شيئاً.

فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فما الخمسةُ الخصالُ التي أمرَتْكم رُسلي أنْ تُؤمنوا بها؟» قُلنا: أمرَتْنا رسلُك أَن نُؤمنَ باللهِ، وملائكتِه، ورسلِه، وكتبِه، والبعثِ بعدَ الموتِ، قالَ: «فما الخمسةُ الخصالُ التي أمرَتْكم رُسلي أنْ تَعملوا بها؟» قُلنا: أمرَتْنا رسلُك أَن نقولَ جميعاً: لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ، وأَن نُقيمَ الصلاةَ، ونؤتيَ الزكاةَ، ونحجَّ البيتَ مَن استطاعَ إليه سبيلاً، ونصومَ شهرَ رمضانَ، فنحن على ذلكَ، قالَ: «فما الخمسةُ الخصالُ التي تخلَّقتم بها في الجاهليةِ؟» قالَ: قلتُ: الشكرُ عندَ الرخاءِ، والصبرُ عندَ البلاءِ، والصدقُ في مواطنِ اللقاءِ، والرِّضى بمواقعِ القضاءِ، وتركُ الشماتةِ بالمصائبِ إذا حلَّتْ بالأعداءِ، قالَ: فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «أدباءُ حلماءُ عقلاءُ فقهاءُ، كادوا مِن فقهِهم أنْ يَكونوا أنبياءَ، مِن خصالٍ ما أشرفَها وأزينَها وأعظمَ ثوابَها».

ثم قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أُوصيكم بخمسِ خصالٍ لتكملَ عشرينَ خصلةً»،


(١) ترجمه الحافظ في القسم الأول في الإصابة (٣/ ٢٢٤) وذكر حديثه هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>