١٦٢١ - عن دِحيةَ بنِ خليفةَ رضي اللهُ عنه قالَ: وجَّهني النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى ملكِ الرومِ بكتابِه وهو بدمشقَ، فناولْتُه كتابَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقبَّلَ خاتَمَه ووضعَه تحتَ شيءٍ كانَ عليه قاعداً، ثم نَادى فاجتمعَ البطارقةُ وقومُهُ، فقامَ على وسائدَ ثُنيتْ له - وكذلكَ كانتْ فارسُ والرومُ ولم يكنْ لها منابرُ - ثم خطبَ أصحابَه فقالَ: هذا كتابُ النبيِّ الذي بَشرَنا به المسيحُ مِن ولدِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ، قالَ: فنَخَروا نَخْرةً، فأومأَ بيدِه أَن اسكُنوا، ثم قالَ: إنَّما جربتُكم كيفَ نُصرتُكم للنَّصرانيةِ.
قالَ: فبعثَ إليَّ مِن الغدِ سرّاً، فأدخلَني بيتاً عظيماً فيه ثلاثُمئةٍ وثلاثَ عشرةَ صورةً، فإذا هي صورُ الأنبياءِ والمرسلينَ، قالَ: انظرْ أينَ صاحبُكَ مِن هؤلاءِ، قالَ: فرأيتُ صورةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كأنَّه ينظرُ، فقلتُ: هذا، قالَ: صدقتَ، فقالَ: صورةُ مَن هذا عن يمينِه؟ قلتُ: رجلٌ مِن قومِه يُقالُ له: أبوبكرٍ الصديقُ، قالَ: فمَن ذا عن يسارِه؟ قلتُ: رجلٌ مِن قومِه يُقالُ له: عمرُ بنُ الخطابِ، قالَ: أمَا إنَّا نجدُ في الكتابِ أنَّ بصاحِبيهِ هذين يُتَمِّمُ اللهُ هذا الدِّينَ.
فلمَّا قدمتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم أخبرتُه، فقالَ:«صدقَ، بأبي بكرٍ وعمرَ يُتَمَّمُ هذا الدِّينُ ويُفتَحُ بَعدي».
أمالي ابن سمعون (٣٠٤) حدثنا عثمان بن أحمد بن يزيد: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي: حدثنا عمر بن إبراهيم بن خالد: حدثنا نجيح أبومعشر، عن محمد بن كعب، عن دحية بن خليفة .. (١).