[٤٠٠] مسندُ هندِ بنِ أبي هالةَ
٥٢٧٧ - عن الحسنِ بنِ عليٍّ قالَ: سألتُ خالي هندَ بنَ أبي هَالةَ التَّميميِّ - وكانَ وصَّافاً - عن حِلْيةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأَنا أَشتهي أَن يَصفَ لي مِنها شيئاً أتعلَّقُ بِه، فقالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخماً مُفخماً، يتلألأُ وجهُهُ تلألؤَ القمرِ ليلةَ البدرِ، أطولَ مِن المَربوعِ وأقصرَ مِن المُشذَّبِ، عظيمَ الهامةِ، رَجِلَ الشَّعرِ، إِن انفرقتْ عَقيقتُه فرَقَ، وإلا فلا يجاوزُ شعرُهُ شحمةَ أُذنيهِ إذا هو وفَّرَهُ، أزهرَ اللونِ، واسعَ الجبينِ، أزجَّ الحواجبِ سوابغَ في غيرِ قَرَنٍ، بينَهما عرقٌ يُدِرُّهُ الغضبُ، أَقنى العِرْنِينِ، له نورٌ يعلوهُ، يحسبُهُ مَن لم يتأملْه أشمَّ، كثَّ اللحيةِ، سهلَ الخدينِ، ضليعَ الفمِ، أَشْنَبَ، مُفلَّجَ الأسنانِ، دقيقَ المَسرُبةِ، كأنَّ عنقَهُ جِيدُ دميةٍ في صفاءِ الفضةِ، معتدلَ الخلقِ، بادناً مُتماسكاً، سواءَ البطنِ والصدرِ، عريضَ الصدرِ، بعيدَ ما بينَ المَنكبينِ، ضخمَ الكَراديسِ، أنورَ المُتَجَرَّدِ، موصولَ ما بينَ اللَّبَّةِ والسُّرةِ بشعرٍ يجري كالخطِّ، عاريَ الثديينِ والبطنِ مِما سوى ذلكَ، أشعرَ الذراعينِ والمَنكبينِ وأعالي الصدرِ، طويلَ الزِّندينِ، رَحْبَ الراحةِ، سبطَ القصبِ، شَثْنَ الكفينِ والقدمينِ، سائرَ الأطرافِ، خُمْصانَ الأَخمصينِ، مَسيحَ القدمينِ يَنبو عنهما الماءُ، إذا زالَ زالَ قَلْعاً، يخطو تكفوءاً ويَمشي هَوْناً، ذريعَ المشيةِ كأنَّما ينحطُّ مِن صَبَبٍ، وإذا التفتَ التفتَ جميعاً، خافضَ الطرفِ، نظرُهُ إلى الأرضِ أطولُ مِن نظرِهِ إلى السماءِ، جُلُّ نظرِهِ المُلاحظةُ، يسوقُ أصحابَهُ، يبدُرُ مَن لقيَهُ بالسلامِ.
قلتُ: صفْ لي منطِقَهُ، قالَ: كانَ رسولُ اللهِ متواصلَ الأحزانِ، دائمَ الفِكرةِ، ليستْ له راحةٌ، لا يتكلمُ في غيرِ حاجةٍ، طويلَ السكتِ، يَفتتحُ الكلامَ ويختتمُهُ بأشداقٍ، ويتكلمُ بجوامعِ الكَلِمِ، فصلٌ لا فضولٌ ولا تقصيرٌ، دمثاً ليس بالجَافي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute