* وما في مصنفات ابن البختري ٣٥٣ - (١٠٩) عن أمِّ سلمةَ قالتْ: كنتُ أغتسلُ أنا ورسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِن إناءٍ واحدٍ قدر نصفِ الفرق، ونتعاورُ الغسلَ جميعاً يبدأُ قَبلي. انظر المسند الجامع (١٧٤٩٨).
* هذا بخلافِ زيادةٍ مشابهةٍ تأتي في مسندِ عائشةَ (٦٢٩٣): قالتْ: كنتُ أغتسلُ أنا ورسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِن إناءٍ واحد، فإن سبقَني لم أقربْه، وإن سبقتُه لم يقربْه. ذكرتُه هنا في الزوائدِ لأنَّها تضيفُ معنى مخالفاً لبقيةِ الرواياتِ: أنَّهما كانا يغتسلانِ معاً، واللهُ أعلمُ.
* نتيجةُ ما سبقَ:
ويظهرُ مِن خلالِ الأمثلةِ التي ذكرتُها أنَّ تصنيفَ هذه الروايةِ في الزوائدِ وتلكَ ليستْ مِن الزوائدِ، وأنَّ هذه الزيادةَ تَستدعي أَن يُذكرَ الحديثُ في الزوائدِ، وتلكَ الزيادةُ إنَّما هي اختلافٌ في الرواياتِ لا يَستدعي أن يُذكرَ الحديثُ في الزوائدِ مِن أجلِها، هذا أمرٌ اجتهادي تَقريبي، فربَّ زيادةٍ هي في نَظري لا تُضيفُ مَعنى مستقلاً يَراها غَيري بخلافِ ذلكَ، والعكسُ صحيحٌ.
بل إنَّني قد صنفتُ بعضَ الرواياتِ في الزوائدِ، ثم غيرتُ اجتهادي، بل ربَّما غيرتُ اجتهادي في الحديثِ الواحدِ أكثرَ مِن مرةٍ، ومَن مارسَ التخريجَ ورأَى كثرةَ تشعبِ الطرقِ والروياتِ وتداخلِها يفهمُ قَصدي ويَعذرني إن وقفَ على ما يظنُّه خللاً في هذا البابِ. لكن القاعدة التي سرتُ عليها هي:
ما دامَ أنَّه بالإمكانِ ألا أذكرَ الحديثَ في الزوائدِ، وأَن أُنبهَ على الزياداتِ واختلافِ السياقِ في الذيلِ على المسندِ الجامعِ فهو أفضلُ، فأَن توضعَ هذه الرواياتُ في الذيلِ مع أصلِها أفضلُ - في نَظري - مِن أن تذكرَ هنا في الزوائدِ. واللهُ أعلمُ.