٢٠٥٤ - عن محمدِ بنِ كعبٍ القُرظيِّ قال: بينَما عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه جالسٌ في مسجدِ المدينة ومعه ناسٌ إذ مرَّ رجلٌ في ناحيةِ المسجدِ، فقالَ لَه رجلٌ مِن القومِ: يا أميرَ المؤمنينَ، أتعرفُ هذا؟ قالَ: لا، فمَن هو؟ قالَ: هذا رجلٌ مِن أهلِ اليمنِ لَه فيهم شرفٌ وموضعٌ يُقالُ لَه: سوادُ بنُ قارِبٍ، وهو الذي أَتاهُ رَئيُّهُ بظهورِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ عمرُ رضي اللهُ عنه: عليَّ بِهِ، فدُعيَ الرجلُ، فقالَ له عمرُ: أنتَ سوادُ بنُ قاربٍ؟ قال: نَعم، يا أميرَ المؤمنينَ قال: أنتَ الذي أتاكَ رئيُّكَ بظهورِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: نَعم، قالَ: فأنتَ على ما كنتَ عليه مِن كهانَتِكَ؟ قالَ: فغضبَ الرجلُ غضباً شديداً وقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ، ما استقبَلَني أحدٌ بهذا منذُ أسلمتُ، فقالَ عمرُ: يا سبحانَ الله، ما كُنا عليه مِن الشركِ أعظمُ مِما كنتَ عليهِ مِن كهانَتِكَ، أخبرْني بإتيانِكَ رئيُّكَ بظهورِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قالَ: نَعم يا أميرَ المؤمنينَ، بينَما أنا ذاتَ ليلةٍ بينَ النائمِ واليقظان إذ أَتاني رَئِّيي، فضرَبَني برجلِهِ وقالَ: قُمْ يا سواد بنَ قاربٍ فافهمْ واعقلْ إِن كنتَ تعقلُ، إنَّه قد بُعثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن لؤيِّ بنِ غالبٍ، يَدعو إلى اللهِ عزَّ وجلَّ وإلى عبادتِهِ، ثم أنشأَ الجنيُّ يقولُ: