ما هؤلاءِ؟ قالَ: هؤلاءِ الذين يَصومونَ ويُفطرونَ قبلَ تحلَّةِ صومِهم، ثم انطلقْنا فإذا نحنُ برجالٍ ونساءٍ أقبحِ شيءٍ مَنظراً وأَقبحِه لَبوساً وأنتنِهِ ريحاً كأنَّما ريحُهم المَراحيضُ، قلتُ: مَن هؤلاءِ؟ قالَ: هؤلاءِ الزَّانونَ والزُّناةُ، ثم انطلقْنا فإذا نحنُ بمَوتى أشدِّ شيءٍ انتفاخاً وأَنتنهِ ريحاً، قلتُ: ما هؤلاءِ؟ قالَ: هؤلاءِ مَوتى الكفارِ، ثم انطلقْنا فإذا نحنُ نَرى دخاناً ونسمعُ عواءً، قلتُ: ما هؤلاءِ؟ قالَ: هذه جهنَّم فدعْها.
ثم انطلقْنا فإذا نحنُ برجالٍ نيامٍ تحتَ ظلالِ الشجرِ، قلتُ: ما هؤلاءِ؟ قالَ: هؤلاءِ مَوتى المسلمينَ، ثم انطلقْنا فإذا نحنُ بغلمانٍ وجَوارٍ يَلعبونَ بينَ نَهرينِ، قلتُ: ما هؤلاءِ؟ قالَ: هؤلاءِ ذريةُ المُؤمنينَ، ثم انطلقْنا فإذا نحنُ برجالٍ أحسنِ شيءٍ وجهاً وأحسنِهِ لَبوساً وأطيبِهِ ريحاً كأنَّ وجوهَهم القراطيسُ، قلتُ: ما هؤلاءِ؟ قالَ: هؤلاءِ الصدِّيقونَ والشهداءُ والصالحونَ، ثم انطلقْنا فإذا نحنُ بثلاثةِ نفرٍ يَشربونَ خمراً لهم ويَتغنَّونَ، فقلتُ: ما هؤلاءِ؟ قالَ: ذاكَ زيدُ بنُ حارثةَ وجعفرٌ وابنُ رَواحةَ، فملِتُ قِبَلَهم فَقالوا لي: قدْ نالَكَ قد نالَكَ، ثم رفعتُ رَأسي فإذا أَنا بثلاثةِ نفرٍ تحتَ العرشِ، قلتُ: ما هؤلاءِ؟ قالَ: ذاكَ أبوكَ إبراهيمُ وموسى وعيسى صلواتُ اللهِ عليهم يَنتظرونَكَ».
هذا لفظُ معاويةَ بنِ صالحٍ وهو أتمُّ، وفي روايةِ عبدِالرحمنِ بنِ يزيدَ بنِ جابرٍ: «بَينا أَنا نائمٌ إذ أُتيتُ، فانطلَقَ بي إلى جبلٍ وعرٍ، فقيلَ: اصعَدْ، فقلتُ: إنِّي لستُ أَستطيعُ الصعودَ، قالَ: إنَّا سنُسهِّلُه لكَ، فصعدتُ حتى إذا كنتُ في سواءِ الجبلِ إذا أَنا بأصواتٍ، فقلتُ: ما هذِهِ الأصواتُ؟ قيلَ: هذِهِ أصواتُ أهلِ جهنَّمَ، ثم انطلقَ بي حتى مررتُ بقومٍ أشدِّ شيءٍ انتفاخاً وأَسوئِه منظراً وأَنتنِه ريحاً، ريحُهم ريحُ المَراحيضِ .. ».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute