وطلحةُ يومَ الشِّعبِ آسى محمداً ... على ساعةٍ ضاقَتْ عليه وشَقَّتِ
يَقيه بكفيهِ الرِّماحَ وأَسلمتْ ... أشاجِعُهُ تحتَ السيوفِ فَشُلَّتِ
كانَ إِمامَ الناسِ إلا محمداً ... و أقامَ رَحى الإسلامِ حتى استقلَّتِ
وقالَ أبوبكرٍ الصديقُ رضيَ اللهُ عنه:
حَمى نبيَّ الهدى والخيلُ تتبعُهُ ... حتى إذا ما لَقوا حامَى على الدَّينِ
صبراً على الطعنِ إذْ ولَّتْ جماعتُهُمْ ... والناسُ مِنْ بينِ مهزومٍ ومَفتونِ
يا طلحةَ بنَ عُبيدِالله قد وجبتْ ... لك الجنانُ وزُوِّجتْ المَها العينِ
وقال عمرُ رضيَ اللهُ عنه:
حَمى نبيَّ الهُدى بالسيفِ مُنصلتاً ... لما تولَّى جميعُ النَّاسِ فانكشَفُوا
فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «صَدقتَ يا عمرُ».
فتلكَ (غايته؟) حتى له سَبقوا ... فقالَ بالفضلِ لم يشركْهُ فيه ذَوُوا
(قدم؟) في يومِهِ وفي أيامِهِ ركضوا
قالَ أبي: وقالَ حسانُ:
يذبُّ عن مُهجةِ العدوِّ وقد ... أَفضى إليه العدوُّ إذ دَلَفوا
مُضَمَّخاً بالدِّماءِ يحملُهُ ... طَوراً وَيَحميه إنَ هُمُ عَطَفوا
حافظ إِذْ أسلَمَ النبيَّ وإذْ ... ولَّى جميعُ العبادِ فانكشَفُوا
وقالَ حسانُ أيضاً:
أهلي فداكَ يا ابنَ صَعبةَ ... يومَ أُحْدٍ والجبلْ
تركَ الخيارُ نبيَّهم ... وأقامَ طلحةُ لم يزلْ
إذ حامَ أصحابُ القَنَا ... والخيلُ هرَّابٌ عزلْ
سَتَرَ النبيَّ بكفِّهِ ... وحَماهُ بِطْريقٌ بَطَلْ