٢٦٤٩ - عن ابنِ عباسٍ، أنَّه سمعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ:«إنَّ الجنةَ لَتزينُ وتُنجدُ مِن الحولِ إلى الحولِ لدخولِ شهرِ رمضانَ، فإذا كانَ أولُ ليلةٍ مِن شهرِ رمضانَ هبتْ ريحٌ مِن تحتِ العرشِ يُقالُ لَها: المثيرةُ، فتصفقُ أوراقُ أشجارِ الجنانِ وحلقُ مصاريعِ أبوابِ الجنانِ، فيُسمعُ لذلكَ طَنينٌ لم يَسمع السامِعونَ أحسنَ مِنه، ويَبرزنْ الحورُ العينُ حتى يقفنَ بينَ شُرفِ الجنةِ، فينادينَ: هل مِن خاطبٍ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فيزوِّجُه؟ ثم يقلنْ: يا رضوانُ ما هذه الليلةُ؟ فيُجيبُهن بالتلبيةِ، ثم يقولُ: يا خيرات حسان، هذه أولُ ليلةٍ مِن شهرِ رمضانَ، وتفتحُ فيها أبوابُ الجنانِ للصائمينَ مِن أُمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا رضوانُ افتحْ أبوابَ الجنانِ، يا مالكُ أطبقْ أبوابَ الجحيمِ عن الصائمينَ مِن أُمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، يا جبريلُ اهبطْ إلى الأرضِ فصَفِّدْ مَردةَ الشياطينِ وغلَّهم في الأغلالِ، ثم اقذفْ بهم في لُجَجِ البحارِ حتى لا يُفسدوا على أُمةِ حَبيبي صيامَهم».
قالَ:«ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ مِن شهرِ رمضانَ ثلاثَ مراتٍ: هل مِن سائلٍ فأُعطيهِ سؤلَهُ؟ هل مِن تائبٍ فأتوبَ عليه؟ هل مِن مُستغفرٍ فأغفرَ له؟ مَن يُقرضُ المَليءَ غيرَ المُعدمِ الوفيَّ غيرَ الظَّلومِ؟».
قالَ: «وللهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ مِن شهرِ رمضانَ عندَ الإفطارِ ألفُ ألفُ عَتيقٍ مِن النارِ، فإذا كانَ ليلةُ الجمعةِ أو يومُ الجمعةِ أعتقَ اللهُ تعالى في كلِّ ساعةٍ منها ألفَ عَتيقٍ مِن النارِ كلُّهم قد استوجَبَ العذابَ، فإذا كانَ في آخرِ يومٍ مِن شهرِ رمضانَ أَعتقَ اللهُ في ذلكَ اليومِ بعددِ مَن أعتقَ مِن أولِ الشهرِ إلى آخرِهِ.
فإذا كانتْ ليلةُ القدرِ يأمرُ اللهُ عزَّ وجلَّ جبريلَ فيهبطُ في كبكبةٍ مِن الملائكةِ إلى الأرضِ ومعه لواءٌ أخضرُ، فيركزُ اللواءَ على ظهرِ الكعبةِ، وله ستُّمئةِ جناحٍ، مِنها جناحانِ لا ينشرُهما إلا في كلِّ ليلةِ قدرٍ، فينشرُهما تلكَ الليلةَ فيجاوزانِ