للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن ابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس .. (١).

٢٦٥٣ - عن ابنِ عباسٍ في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: ١٨٢،١٨٣]، قالَ: كانَ الصومُ ثلاثةَ أيامٍ في كلِّ شهرٍ، ثم نُسخَ ذلكَ بالذي أَنزلَ اللهُ تعالى مِن صيامِ شهرِ رمضانَ، وهذا الصومُ الأولُ مِن العَتمةِ، فمَن صلَّى العَتمةِ حرمَ عليهِ الطعامُ والشرابُ والجماعُ إلى القائلَةِ، وجعلَ اللهُ في هذا الصومِ الأولِ فديةً طعامَ مسكينٍ، فمَن شاءَ مِن مُسافرٍ أو مقيمٍ أَن يُطعمَ مسكيناً ويُفطرَ كانَ ذلكَ رخصةً لهم، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ في الصومِ الآخِرِ إحلالَ الطعامِ والشرابِ وإحلالَ النكاحِ بالليلِ إلى الصباحِ الذي كانَ اللهُ عزَّ وجلَّ حرمَ مِن الصومِ الأولِ، وأنزلَ في الصومِ الأخيرِ: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: ١٨٥]، فلم يذكُر اللهُ عزَّ وجلَّ في الصومِ الآخِرِ فديةَ طعامِ مسكينٍ، فنُسخت الفديةُ وبيَّنها في الصومِ الآخرِ بقولِه: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: ١٨٥]، وهو الإفطارُ في السفرِ وجعلَه عدةً مِن أيامٍ أُخر.

وقولُه عزَّ وجلَّ: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: ١٨٧]، كانَ الناسُ أولَ ما أسلَموا إذا صامَ أحدُهم يصومُ يومَه حتى إذا أَمسى طَعِمَ مِن الطعامِ فيما بينَه وبينَ العَتمةِ، حتى إذا صُلِّيت العَتمةُ حرَّمَ اللهُ عليه الطعامَ حتى يُمسي مِن الليلةِ القابلَةِ، وإنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رضي اللهُ عنه بَينا هو قائمٌ إذ سوَّلتْ له نفسُهُ فأتى أهلَه لبعضِ حاجتِهِ، فلمَّا اغتسلَ أخذَ يَبكي ويلومُ نفسَه كأشدِّ ما رأيت مِن الملامةِ، ثم أَتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم


(١) المجمع (٣/ ١٤٢): رواه الطبراني في الكبير وفيه الوليد بن الوليد القلانسي وثقه أبوحاتم وضعفه جماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>