للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سيفِهِ يَبستْ على قوامِ السيفِ، فلم يستطِعْ سلَّ السيفِ، فأَبطأَ أَربدُ على عامرٍ بالضربِ، فالتفتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فرأَى أربدَ وما يصنعُ فانصرفَ عَنهما.

فلمَّا خرجَ عامرٌ وأَربدُ مِن عندِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانا بالحرةِ حرةِ واقم نَزلا، فخرج إِليهما سعدُ بنُ معاذٍ وأُسيدُ بنُ حضيرٍ فَقالا: اشخَصا يا عدوَّي اللهِ لعَنَكما اللهُ، قالَ عامرٌ: مَن هَذا يا سعدُ؟ قالَ: هَذا أُسيدُ بنُ حُضيرٍ الكاتبُ، قالَ: فخَرَجا حتى إِذا كانَ بالرقمِ أَرسلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على أربدَ صاعقةً فقتلَتْهُ، وخرَج عامرٌ حتى إذا كانَ بالخريمِ أرسلَ اللهُ عليه قرحةً فأخذَتْه فأدركَهُ الليلُ في بيتِ امرأةٍ مِن بَني سلولٍ، فجعلَ يمسحُ قُرحتَهُ في حلقِهِ ويقولُ: غدةٌ كغدةِ الجملِ في بيتِ سلوليةٍ، يرغبُ أَن يموتَ في بيتِها، ثم ركبَ فرسَه، فأَحضرَ حتى ماتَ عليهِ راجعاً.

فأَنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيهما: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ} إلى قوله: {وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد: ٨ - ١١]، قالَ: المُعقباتُ مِن أمرِ اللهِ يَحفظونَ محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم ذكرَ أَربدَ وما قَتَله به قالَ: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} إِلى قولِهِ: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: ١٢، ١٣].

الأحاديث الطوال (٣٧) حدثنا مسعدة بن سعد العطار المكي: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا عبدالعزيز بن عمران: حدثني عبدالله وعبدالرحمن ابنا زيد بن أسلم، عن أبيهما، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس .. (١).

٢٩٣٥ - عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} [إبراهيم:٥]، قالَ: «بنِعَمِ اللهِ عزَّ وجلَّ».


(١) المجمع (٧/ ٤١ - ٤٢): رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه .. وفي إسنادهما عبدالعزيز بن عمران وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>