للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء قال: قرأت على أحمد بن جعفر الجمال قال: حدثنا سهل بن إبراهيم الحنظلي قال: حدثنا عبدالوهاب بن عبدالعزيز، عن معتمر بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس .. (١).

٣١٣٠ - عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «أنَّ امرأةً مِن بني إسرائيلَ كانَ لها زوجٌ وكانَ غائباً، وكانتْ له أمٌّ، فَوَغَلَتْ بامرأةِ ابنِها وكرهَتْها، فكتبتْ كتاباً على لسانِ ابنِها إلى امرأتِهِ بفراقِها، ولها ابنانِ مِن زوجِها، فلمَّا انتَهى إليها ذلكَ لحقتْ بأهلِها هي ووَلداها، وكانَ لهم ملكٌ، فحرَّمَ إطعامَ المساكينِ، فمرَّ بِها مسكينٌ ذاتَ يومٍ وهي على خبزةٍ لها فقالَ: أطعِميني مِن خبزِكِ، قالتْ له: أوَما علمتَ أنَّ الملكَ حرَّمَ إطعامَ المساكينِ؟ قالَ: بلى، ولكنِّى هالكٌ، وإنْ لم تُطعميني متُّ، قالَ: فرحمتْهُ فأَطعمتْهُ قرصينِ، وقالتْ له: لا تُعلِمن أحداً أنِّي أطعمتُكَ،

فانصرفَ بِهما، فمرَّ بِهما الحرسُ فوَجدوا ريحَ الخبزِ مَعه، فكَشَفوه فإذا هم بقرصينِ، قَالوا: مِن أينَ لكَ هذا؟ قالَ: أَطعمَتْني فلانةٌ، فانصَرَفوا به إليها، فقالوا: أنتِ أطعمتِ هذا هذينِ القرصينِ؟ قالتْ: نَعم، قالَ: أوَ ما كنتِ علمتِ أنِّي قد حرمتُ إطعامَ المساكينِ؟ قالتْ: بلى، قالَ: فما حملَكِ على ذلكَ؟ قالتْ: رحمتُهُ وخفتُ اللهَ تعالى أَن يهلكَ، ورجوتُ أَن يَخفى ذلكَ لي، فأمرَ بِها فقُطعتْ يَداها، فأخذتْ يَديها ومرَّت هي وابْناها، حتى مرَّت بنهرٍ فقالتْ لأحدِهما: اسقِني فذهبَ يَسقيها فغرقَ، فقالتْ لأخيهِ: انزلْ، ثم أمرَت الآخرَ أنْ يُخرجَه فغرقَ، يَعني فبعثَ اللهُ تعالى إليها بملَكٍ فقالَ لها: أيُّما أحبُّ إليكِ أردُّ عليكِ يديكِ أو أُخرجَ لكِ ابنيكِ حَيينِ؟ قالتْ: تُخرجُ لي ابنيَّ حَيينِ، فأخرَجَهما حَيينِ، وردَّ عليها يَديها، وقالَ لها: إنِّي رحمةٌ مِن ربِّكِ عزَّ وجلَّ، بعثَني إليكِ برحمتِكِ


(١) قال ابن كثير في البداية والنهاية (٢/ ٨٤): هذا حديث غريب جداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>