للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنطلقُ»، قلتُ: ما شاءَ اللهُ، فأعادَها عليَّ ثلاثَ مراتٍ كل ذلكَ أقولُ: ما شاءَ اللهُ.

فانطلقَ وانطلقتُ معه حتى أَتينا بقيعَ الغَرقدِ، فخطَّ بعصاهُ خطاً ثم قالَ: «اجلسْ فيها ولا تبرحْ حتى آتيَكَ»، ثم انطلقَ يَمشي وأَنا أنظرُ إليه خلالَ النخلِ، حتى إذا كانَ مِن حيثُ أَراهُ ثارتْ مثلُ العَجاجةِ السوداءِ، ففرقتُ فقلتُ: أَلحقُ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فإنِّي أظنُّ هذه هوازنُ مَكَروا برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليقتُلوه فأَسعى إلى البيوتِ فأَستغيثُ الناسَ، فذكرتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوصاني أَن لا أبرحَ مَكاني الذي أَنا فيه، فسمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقرَعُهم بعصاهُ ويقولُ: «اجلِسوا»، فجلَسوا حتى كادَ ينشقُّ عمودُ الصبحِ، ثم ثَاروا وذَهبوا.

فأَتاني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «أَنمتَ بعدي؟» قلتُ: لا، واللهِ لقدْ فزعتُ الفزعةَ الأُولى حتى أَردتُ أَن آتيَ البيوتَ فأستغيثَ حتى سمعتُكَ تقرَعُهم بعصاكَ، وكنتُ أظنُّها هوازنَ مَكَروا برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليقتُلوه، قالَ: «لو أنَّكَ خرجتَ مِن هذهِ الحلقةِ ما أَمِنتُ عليكَ أَن يخطَفَكَ بعضُهم، فهلْ رأيتَ مِن شيءٍ مِنهم؟» قلتُ: رأيتُ رجالاً سُوداً مُستدبرينَ بثيابٍ بيضٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أولئكَ وفدُ جنِّ نَصييبنَ، فسأَلوني المتاعَ والزادَ فمتعْتُهم بكلِّ عظمٍ حاملٍ أو رَوثةٍ أو بعرةٍ»، قلتُ: وما يُغني عنهم ذلكَ؟ قالَ: «إنَّهم لا يَجدونَ عظماً إلا وَجدوا لحمَه الذي كانَ عليه يومَ أُكلَ، ولا رَوثةً إلا وَجدوا فيها حبَّها الذي كانَ فيها يومَ أُكلتْ، فلا يَستنقي أحدٌ مِنكم بعظمٍ ورَوثةٍ».

مسند الشاميين (٢٨٧١) حدثنا محمد بن عبدة المصيصي: حدثنا أبوتوبة: حدثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني من حدثه عمرو بن غيلان الثقفي .. (١).


(١) [إسناده ضعيف]. وهو في المسند الجامع بنحوه دون قصة العشاء. انظر: (٨٩٨٠) (٨٩٨٤) (٩٣٦٥) (٩٣٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>