٤٢٢٨ - عن عتبةَ بنِ عبدٍ السُّلَميِّ قالَ: جاءَ أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: ما حوضُكَ هذا الذي تُحدِّثُ عنه؟ قالَ:«كمَا بينَ البيضاءِ إلى بُصرى، يَهدي اللهُ فيه بكراعٍ لا يَدري إنسانٌ مِمن خلَقَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ أينَ طرفاهُ»، فكبَّرَ عمرُ بنُ الخطابِ فقالَ: أمَّا الحوضُ فيَردُ عليه فقراءُ المُهاجرينَ الذين يُقاتِلون في سبيلِ اللهِ، فأَرجو أنْ يُورِدَني اللهُ الكراعَ فأشربَ مِنه.
وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إنَّ ربِّي وعَدَني أنْ يُدخلَ الجنةَ مِن أُمتي سبعينَ ألفاً بغيرِ حسابٍ، يَشفعُ كلُّ ألفٍ في سبعينَ ألفاً، ثم يَحثو ربِّي بكفيهِ عزَّ وجلَّ ثلاثَ حَثَياتٍ»، فكبَّرَ عمرُ وقالَ: إنَّ السبعينَ الأولَ يُشَفِّعُهم ربُّهم في آبائِهم وأبنائِهم وعشائِرِهم، وأَرجو أنْ يَجعلَني اللهُ عزَّ وجلَّ في آخرِ الحَثَياتِ.
فقالَ الأَعرابيُّ: فيها فاكهةٌ؟ قالَ:«نَعم، شجرةٌ تطابقُ الفِردوسَ»، فقالَ: أيُّ شجرةِ أرضِنا تُشبِهُ؟ قالَ:«ليسَ مِن شجرةِ أرضِكَ شيءٌ، ولكنْ هل أتيتَ الشامَ؟» قالَ: لا يا رسولَ اللِه، قالَ:«فإنَّه تُشبهُ شجرةً بالشامِ يُقالُ لَها الجوزُ، تَنبتُ على ساقٍ واحدٍ، ثم ينشرُ أَعلاها»، قالَ: فما عِظَمُ أصلِها؟ قالَ:«لو ركبتَ ناقتَكَ لم تقطعْ أصَلَها حتى تكسرَ تَرْقوتها هرماً».
قالَ: أَفيها عنبٌ؟ قالَ:«نَعم» قالَ: فما عِظَمُ العنقودِ فيها؟ قالَ:«مسيرةُ شهرٍ للغرابِ الأَبقَعِ لا يَنثَني ولا يفتُرُ»، قالَ: فما عِظَمُ الحبةِ مِنها؟ قالَ:«هل ذبحَ أبوكَ شيئاً مِن غنمِهِ عظيماً؟» قالَ: نَعم، قالَ:«فسَلَخَ إهابَها فأَعطاهُ أمَّك فقالَ: ادْبغي هذا ثم أَفري لنا مِنه دلواً يروي ماشِيَتَنا؟» قالَ: نَعم، قالَ:«فإنَّ ذلكَ كذلكَ»، قالَ: فإنَّ ذلكَ يُشبِعُني وأهلَ بَيتي، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«وعامَّةَ عشيرَتِكَ».
مسند الشاميين (٢٨٦٠) حدثنا أحمد بن خليد الحلبي: حدثنا أبوتوبة الربيع بن نافع: حدثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني