وإذا وَعدَ أخلَفَ، وإذا ائتمُنَ خانَ، وإنَّ للكسلانِ ثلاثَ علاماتٍ: يتَوانَى حتى يُفرطَ، ويُفرطُ حتى يُضيعَ، ويُضيعُ حتى يَأثَمَ، وللظالمِ ثلاثُ علاماتٍ: يَقهرُ مَن دُونَه بالغلبةِ، ومَن فوقَه بالمعصيةِ، ويُقارِنُ الظَّلمةَ، ويَنبغي للعاقلِ أَن لا يكونَ شاخِصاً إلا في ثلاثٍ: مرمةٌ لِمَعاشٍ، أو خطوةٌ لمعادٍ، أو لذةٌ في غيرِ مُحرمٍ.
يا عليُّ، إنَّ مِن التُّقى أَن لا تُرضيَ أحداً بسخطِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا تَحمدَنَّ أحداً على ما آتاكَ اللهُ، ولا تلومَنَّ أحداً على ما لم يؤتِكَ اللهُ عزَّ وجلَّ مِن فضلِهِ، فإنَّ الرزقَ لا يجرُّه حرصُ حريصٍ ولا يردُّه كرهُ كارِهٍ، وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ بحكمِهِ وقضائِهِ جعلَ الرزقَ والفرجَ في اليَقينِ والرِّضى، وجعلَ الهمَّ والحزنَ في الشكِّ والسخطِ.
يا عليُّ، لا فقرَ أشدُّ مِن الجهلِ، ولا مالَ أعودُ مِن العقلِ، ولا وحدةَ أَوحشُ مِن العجبِ، ولا مُصاهرةَ أَوثقُ مِن المشاورةِ، ولا عقلَ كالتدبيرِ، ولا ورعَ كالكفِّ، ولا حسبَ كحُسنِ الخلقِ، ولا عبادةَ كالتفكرِ.