للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالَ: وكانَ مِن أعاجيبِهِ أنَّه وقفَ علينا فقالَ: امضُوا مَعي، فمضَينا معه، حتى أتَى مكاناً مِن الأرضِ فقالَ: احفِروا، فاحتفَروا، فأَبدانا عن صخرةٍ فيها كتابٌ قد زُبرَ زبراً وحُفرَ حفراً: «اللهُ أحدٌ، اللهُ الصمدُ، لم يلدْ ولم يولدْ، ولم يكنْ له كُفواً أحدٌ»، فاحتمَلْناها، فكانتْ إذا نزلتْ بنا شدةٌ أَبدأنا عنها فتكشفَ عنَّا، وكُنا إذا قحطَ بنا المطرُ جلَّلها ثوباً ثم قامَ يُصلي ويدَعو فتمطرُ، حتى إذا رَوينا كشفَ الثوبَ فيُمسكُ المطرُ.

وكانَ مِن أعاجيبِهِ أنَّه قالَ: إنَّ امرأَتي حاملٌ بغلامٍ واسمُه مرةُ، وهو أُحيمرُ كالدرةِ، ولن يُصيبَ المَولى معه تَضِرَّةٌ، ولن تَروا ما دامَ فيكم معرَّةً، ثم قالَ: إنِّي ميتٌ إلى سبعٍ فادفِنوني في هذه الأَكمةِ، ثم اخرُجوا إلى قَبري بعدَ ثالثةٍ، فإذا رأيتُم العيرَ الأبترَ يطوفُ حولَ قَبري ويسوفُ بمنخرِهِ فانبِشوني تَجدوني حيّاً أُخبركم بما يكونُ حتى تقومَ الساعةُ، فخرَجوا بعدَ ثالثةٍ إلى قبرِهِ فإذا نحنُ بالعيرِ الأبترِ يطوفُ حولَ قبرِهِ ويسوفُ بمنخرِهِ، فأردْنا أَن ننبشَه فمنعَنَا قومُه مِن ذلكَ وقالوا: لا ندعُكم تَنبشونَه فتُعيرُنا به العربُ.

فلمَّا بعثَ اللهُ محمداً عليه السلامُ أَتته مُحيَّاةُ بنتُ خالدٍ فانتسبتْ له، فبسطَ لها رداءَه وأَجلسَها عليه، وقالَ: «بنتُ أَخي، نبيٌّ ضيَّعه قومُه».

فنون العجائب (٢٦) أخبرنا أبوبكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني: حدثني محمد بن عمير الرازي الحافظ: حدثني عمرو بن إسحاق بن العلاء: حدثنا جدي إبراهيم بن العلاء: حدثنا أبومحمد القرشي الهاشمي: حدثنا هشام بن عروة، عن أُبي بن عمارة، عن أبيه عمارة بن حزن بن الشيطان .. (١).


(١) أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه (٢/ ٧١١ - ٧١٢) وقال: وفي إسناد حديثه نظر.
وقال الألباني في الضعيفة (١/ ٤٥٠): ولعل وجهه أن فيه جماعة لم أعرفهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>