بعضَ مدائنِ أهلِ الأَهوازِ، وجنَّهُ الليلُ وهو محاصِرٌ لهم، فانصرَفَ عَنهم، وكتبَ مَملوكٌ لرجلٍ مِن المسلمينَ على سهمٍ له: إنَّكم آمِنونَ، عن غيرِ مشورةٍ مِن أحدٍ، رَمى بالسهمِ إلى المدينةِ، فطَلَبوا قارئاً يقرأُ لهم الكتابَ، فقَالوا: قد أَمَّنوكم، وغَدا عليهم عبدُاللهِ بنُ قيسٍ وقد فَتحوا أَبوابَها، قالَ: فقالَ: مالَكم فتحتُم أَبوابَكم؟ قَالوا: مَعنا سهمٌ فيه أَمانُنا، قالَ: ما أَمَّناكم، أَغلِقوها حتى ندخُلَها عنوةً، قَالوا: لا نُغلقُها أبداً وقد أَمَّنتُمونا، ففحَصَ عن الكتابِ مِن كتبِهِ فوجَدَ مملوكاً كتبَهُ مِن غيِر مشورةٍ مِن أحدٍ.
فكتبَ به إلى عمرَ بنِ الخطابِ، فكتبَ إليه عمرُ: أمَا سمعتَ قولَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «المُؤمنونَ تَكافأُ دِماؤُهم، ويسَعى بذِمتِهم أَدناهُم».
وأَدناكُم العبدُ، قد أمَّنتُموهم.
فوائد أبي أحمد الحاكم (٦٤) أخبرني أبوعبدالله محمد بن عمرو بن الحسن الأشعري بحمص: حدثنا سليمان يعني ابن سلمة الخبائري: حدثني عمر بن صالح البصري: حدثني سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب .. (١).
٤٦٨٩ - عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: بارزَ البراءُ بنُ مالكٍ - وهو أخو أنسِ بنِ مالكِ - مَرْزُبان الزَّارَةِ، فطعنَه طعنةً فكسرَ القَربوسَ، فخلصتْ إليه فقتلَتْهُ، فقومَ سلَبه ثلاثينَ ألفاً، فلمّا صلَّينا الصبحَ غَدا علينا عمرُ، فقالَ لأبي طلحةَ: إنَّا كُنا لا نُخمسُ الأسلابِ، وإنَّ سَلَبَ البراءِ قد بلغَ مالاً، ولا أَراهم إلا خامِسِيه، فقَوَّمناه ثلاثينَ ألفاً، وأدَّينا إلى عمرَ ستةَ آلافٍ.