للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كانتْ مواعيدُ عُرقوبٍ لها مثلاً ... وهلْ مواعيدُها إلا الأَباطيلُ

فلا يغرَّنك ما منَّتْ وما وعدَتْ ... إنَّ الأَمانيَّ والأحلامَ تَضليلُ

أَمستْ سعادُ بأرضٍ ما يُبلِّغُها ... إلا العتاقُ النَّجيباتُ المَراسيلُ

ولنْ يُبَلِّغَها إلا عُذافِرةٌ ... فيها على الأَينِ إِرقالٌ وتَبغيلُ

مِن كلِّ نضَّاخةِ الذِّفْرى إذا عرقتْ ... عُرْضَتُها طامس الأعلامِ مجهولُ

يَجدو القرادُ عليها ثم يُزلقُه ... مِنها لَبان وأَقرابٌ زهاليلُ

عيرانةٌ قُذفتْ بالنَّحضِ عن عرضٍ ... مِرفقُها عن ضلوعِ الزَّوْرِ مفتولُ

كأنَّما فاتَ عَينيها ومذبَحها ... مِن خَطْمِها ومِن اللحيينِ بِرطيلُ

تمرُّ مثلَ عسيبِ النخلِ ذا خُصَلٍ ... بغاربٍ لم تَخَوَّنْهُ الأحاليلُ

قنواءُ في حُرَّتيها للبصيرِ بِها ... عتقٌ مبينٌ وفي الخدَّين تسهيلُ

تُخْدي على يَسَراتٍ وهْي لاهيةٌ ... ذوابلٍ وَقْعُهنَّ الأرضَ تحليلُ

حرفٌ أبوها أَخوها مِن مُهَجَّنةٍ ... وعمُّها خالها قَوْداءُ شِمليلُ

سُمرِ العُجاياتِ يَترُكْن الحَصى زِيَماً ... لم يَقِهِنَّ رؤوسُ الأُكْمِ تنعيلُ

يوماً يظلُّ حِدابُ الأرضِ يرفَعُها ... مِن اللوامعِ تخليطٌ وتزبيلُ

كأنَ أَوْبَ يَديها بعدَما عرقتْ (١) ... وقد تلفَّعَ بالقُورِ العَساقيلُ

أَوبُ يَدَيْ ناقةٍ شمطاءَ مُعولةٍ ... قامتْ وجاوَبَها شمطٌ مَثاكيلُ

نوَّاحةٌ رخْوةُ الضبعينِ ليس لَها ... لمَّا نَعَى بِكْرها الناعون مَعقولُ

يَسعى الغُواةُ بِدَفَّيها وقولُهُمُ ... إنَّكَ يا ابنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ


(١) في المطبوع: بعد عرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>