بالهاشميِّ هُدينا مِن ضلالَتِنا ... ولم يَكنْ دِينُه مِني على بالِ
يا راكباً بلِّغنْ عَمراً وإخوتَهُ ... إنِّي لِمَن قالَ ربِّي باحرٌ قالي
يعني عَمرو بنَ الصلتِ وإخوتَه بَني خطامةَ.
قالَ مازنٌ: فقلتُ يا رسولَ اللهِ، إنِّي امرؤٌ مولعٌ بالطَّربِ وبشربِ الخمرِ وبالهَلوكِ - قالَ ابنُ الكلبيِّ: والهَلوكُ الفاجرةُ مِن النساءِ - وأَلحَّت علينا السنونُ فأَذهبت الأَموالَ وأَهزَلْنَ الذَّراري والعيالَ، وليسَ لي ولدٌ، فادعُ اللهَ أَن يُذهِبَ عنِّي ما أَجدُ ويأْتيَنا بالحياءِ ويهبَ لي ولداً، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ بدِّلْه بالطَّربِ قراءةَ القرآنِ، وبالحرامِ الحلالَ، وبالعهرِ عفةَ الفرجِ، وبالخمرِ ريّاً لا إثمَ فيه، وائْتِهِ بالحياءِ، وهبْ له ولداً».
قالَ مازنٌ: فأذهَبَ اللهُ عنِّي ما كنتُ أَجدُ، وأَتانا بالحياءِ، وتَعلمتُ شَطرَ القرآنِ، وخصب عُمانُ، وحَججتُ حججاً، ووهبَ اللهُ لي حيانَ بنِ مازنٍ.
وأَنشأتُ أَقولُ:
إليكَ يا رسولَ اللهِ خَبَّتْ مَطيَّتي ... تَجوبُ الفَيافي مِن عُمانَ إلى العرجِ
لِتشفعَ لي يا خيرَ مَن وطئَ الحَصى ... فيغفرَ لي ربِّي فأَرجعُ بالفلجِ
إلى معشرٍ خالفتُ واللهِ دِينَهم ... فلا رأيُهم رَأْيي ولا شَرْجُهم شرجِي
وكنتُ امرأً بالزغبِ والخمرِ مُولَعاً ... شَبابي حتى آذَنَ الجسمُ بالنهجِ
فبدَّلَني بالخمرِ خوفاً وخشيةً ... وبالعهرِ إحصاناً فحصَّنَ لي فَرجِي
فأَصبحتُ همِّي في الجهادِ ونيَّتي ... فللهِ ما صَومي وللهِ ما حجِي
فلمَّا قدمتُ على قَومي أنَّبوني وشَتَموني، وأَمروا شاعراً لهم فهَجاني، فقلتُ: إنْ رَددتُ عليهِ فإنَّما الهجوُ لِنفسي، فاعتزَلتُهم إلى ساحلِ البحرِ وقلتُ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute