للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سمع عاصم بن حميد .. (١).

٥٤٣٥ - عن الوليدِ بنِ سويدٍ، أنَّ رجلاً مِن بَني سليمٍ كبيرَ السنِّ مِمن أدركَ أبا ذرٍّ بالرَّبَذَةِ ذكرَ أنَّه بَينا هو قاعدٌ يوماً في مجلسٍ وأبوذرٍّ في ذلكَ المجلسِ إذ ذُكرَ عثمانُ بنُ عفانَ - قالَ السلميُّ: وأَنا أظنُّ في نَفسي أنَّ في نفسِ أبي ذرٍّ على عثمانَ مَعتبةً لإِنزالِهِ إيَّاهُ بالرَّبَذَةِ - فلمَّا ذُكرَ لَه عثمانُ عرضَ لَه بعضُ أهلِ المجلسِ بذلكَ وهو يظنُّ أنَّ في نفسِهِ عليهِ مَعتبةً، فلمَّا ذكرَهُ قالَ أبوذرٍّ: لا تقلْ في عثمانَ إلا خيراً، فإنِّي أشهدُ لقدْ رأيتُ مِنه مظهراً وشهدتُ مِنه مشهداً لا أَنساهُ حتى أموتَ.

كنتُ رجلاً أَلتمسُ خلواتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأَسمعَ مِنه ولآخُذَ عَنه، فهجَّرْتُ يوماً مِن الأيامِ، فإذا النبيُّ صلى الله عليه وسلم قدْ خرجَ مِن بيتِهِ، فسألتُ عنه الخادمَ فأخبَرَني أنَّه في بيتٍ، فأتيتُهُ وهو جالسٌ ليسَ عندَهُ أحدٌ مِن الناسِ، وكأنِّي حينئذٍ أَرى أنَّه في وحيٍ، فسلمتُ عليهِ فردَّ السلامَ ثم قالَ: «ما جاءَ بِكَ؟» قلتُ جاءَ بي اللهُ ورسولُهُ، فأمَرَني أنْ أجلسَ، فجلستُ إلى جنبِهِ لا أسأَلُه عن شيءٍ ولا يذكُرُهُ لي.

فمكثتُ غيرَ كثيرٍ ثم جاءَ أبوبكرٍ مُسرعاً، فسلَّمَ فردَّ السلامَ ثم قالَ: «ما جاءَ بِكَ؟» قالَ: جاءَ بي اللهُ ورسولُهُ، فأشارَ إليهِ أَن اجلسْ، فجلَسَ إلى ربوةٍ مقابلَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الطريقُ بينَه وبينَها، حتى إذا استَوى أبوبكرٍ جالساً أشارَ بيدِهِ فجلَسَ إلى جَنبي عن يَميني، ثم جاءَ عمرُ ففعَلَ مثلَ ذلكَ، وقالَ لَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مثلَ ذلكَ، وجلسَ إلى جنبِ أبي بكرٍ على تلكَ الربوةِ، ثم جاءَ عثمانُ فسلَّمَ فردَّ السلامَ، فقالَ: «ما جاءَ بِكَ؟» فقالَ: جاءَ بي اللهُ ورسولُهُ، فأشارَ إليهِ بيدِهِ، فقعَدَ على الربوةِ، ثم أشارَ بيدِهِ فجلَسَ إلى جنبِ عمرَ، فتكلَّمَ رسولُ اللهِ


(١) [عمرو بن إسحاق مجهول وأبوه ضعيف].
وهو في المجمع (٥/ ١٧٩) مختصراً بذكر تسبيح الحصى، وانظر ما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>