قالَ الثاني: اللهمَّ إنْ كنتَ تعلمُ أنِّي أَحببتُ ابنةَ عمٍّ لي حُباً شديداً، وإنِّي طلبتُها إلى أهلِها وإنَّهم مَنعونيها، وإنِّي لم أزلْ عنها حتى جعلتُ لها ما رَضيتْ به بَيني وبَينها، ثم دعوتُها فخلوتُ بها فقعدتُ مِنها مقعدَ الرجلِ مِن المرأةِ، فقالتْ لي: لا يحلُّ لكَ أَن تَفضَّ الخاتمَ إلا بحقِّه، قالَ: فانقبضَتْ إليَّ نَفسي ووَفَّرتُ جُعْلَها ونفسَها، اللهمَّ إنْ كنتَ تعلمُ أنِّي فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهكَ ففرِّجْ عنَّا، قالَ: فازدادَ الحجرُ انفراجاً.
قالَ الثالثُ: اللهمَّ إنْ كنتَ تعلمُ أنِّي عملَ لي عاملٌ على صاعٍ مِن طعامٍ، فانطلقَ العاملُ ولم يأخذْ صاعَه، فاحتبسَ عليَّ طويلاً مِن الدهرِ، وأنِّي عمدتُ إلى صاعِهِ فحرَثتُه فزَكى، فما زلتُ أحرثُهُ ويَزكو حتى اجتمعَ مِن ذلكَ الصاعِ بقرٌ كثيرٌ وشاءٌ كثيرٌ ومالٌ كثيرٌ، وإنَّ ذلكَ العاملَ أَتاني بعدَ زمانٍ يطلبُ الصاعَ مِن الطعامِ، وأنِّي قلتُ له: إنَّ صاعَكَ ذاكَ مِن الطعامِ قد صارَ مالاً كثيراً وشاءً كثيراً وبقراً فخُذْها كلَّه فإنَّه مِن ذلكَ الصاعِ، قالَ: أَتسخرُ؟ قلتُ له: لا واللهِ، ولكنَّه الحقُّ، قالَ: فانطلقَ به يسوقُ ذلكَ المالَ أجمعَ، قالَ: اللهمَّ إنْ كنتَ تعلمُ أنِّي فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهِكَ فافرجْ عنَّا، فانفلقَ الحجرُ فوقَعَ، فخَرَجوا يَتماشونَ».
فنون العجائب (٤٨) أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالله الشافعي: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي: حدثنا يحيى ين حبيب بن عربي: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عوفاً قال: لا أعلم إلا أني سمعت خلاساً يقول .. (١).
٦١٨١ - عن سعيدِ بنِ أبي الحسنِ، عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خرجَ
(١) المجمع (٨/ ١٤٢ - ١٤٣): رواه البزار والطبراني في الأوسط بأسانيد ورجال البزار وأحد أسانيد الطبراني رجالهما رجال الصحيح. وانظر ما بعده.