للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعطاؤُه إذ عَقَقتني وأَطعتَ امرأتَكَ فيَّ، فاحتمَلَ أُمَّه وساقَ مَعها ما أَعطاها مِن الإبلِ والبقرِ.

فلمَّا رجعَ بها إلى امرأتِهِ وبمالِها قالتْ له امرأتُه: واللهِ لا أَرضى عنكَ حتى تَذهبَ بأُمي فتَضَعَها حيثُ وضعْتَ أُمَّكَ فيُصيبُها مثلُ ما أصابَ أُمَّكَ، فانطلَقَ بالعجوزِ فوضَعَها حيثُ وضعَ أُمَّه ثم انصرفَ عنها، فلمَّا أَمستْ غَشَيَتْها السِّباعُ، وجاءَها المَلَكُ الذي أرسلَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلى العجوزِ التي قبلَها فقالَ: أيَّتها العجوزُ ما هذه الأصواتُ التي أَسمعُ حولَكِ؟ قالتْ: شرٌّ واللهِ وعُسرٌ، هذه سباعُ تُريدُ أَن تأكُلَني، قالَ: فشر فليكُنْ وعسراً، ثم انصرفَ عنها فأَتاها سبعٌ فأكلَها، فلمَّا أصبحَ قالتْ له امرأتُه: اذهبْ فانظرْ ما فعلَتْ أُمي، فذهبَ لِينظرَ فلم يجدْ مِنها إلا فضلَ ما تركَ السَّبعُ، فرجَعَ إلى امرأتِهِ فأخبَرَها، فحزنتْ على أُمِّها حزناً شديداً، وحملَ عظامَها في كساءٍ حتى وضَعَها بينَ يَدي ابنتِها، فماتَتْ كَمداً».

فنون العجائب (٨٥) أخبرنا أبوبكر أحمد بن محمد بن سهل: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء: حدثنا عبدالمنعم بن إدريس بن سنان: حدثنا أبي، عن جده وهب قال: قال أبوهريرة .. (١).

٦١٨٥ - عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كانَ رجلٌ فيمَن كانَ قبلَكم يُبايعُ بالأمانةِ، فدَعا رجلاً فبايَعَهُ بالأمانةِ، فحضَرَ الأجلُ وقد خَبَّ البحرُ وفسدَ فلم يقدْر على إتيانِهِ، فنقَرَ خشبةً وجعلَ فيها وتداً وذلكَ الذهب الذي كانَ عليهِ، ثم أَتى البحرَ فقالَ: اللهمَّ إنِّي أخذتُه بالأمانةِ، وإنَّ الأجلَ قد حلَّ ولستُ أقدرُ على الذهابِ، فأَنا أَستودِعُكَها حتى تُؤديَها عنِّي، وقذَفَها في البحرِ، فذهبَت الخشبةُ يرفعُها موجٌ ويضعُها آخرُ، فخرجَ الرجلُ يتوضَّأُ للغَداةِ، فإذا خشبةٌ قد صكَّت عقبَهُ، فأخَذَها فإذا هي ثقيلةٌ، فأَتى بها أهلَه فقالَ: لا تُحدِثوا فيها شيئاً حتى


(١) [إسناده واه جداً].

<<  <  ج: ص:  >  >>