للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا كافراً ولا شقيّاً»، قالتْ: ثم عادَ فسجدَ فقالَ: «أقولُ كما قالَ أخي داودُ: أُعفرُ وَجهي في الترابِ لسيِّدي، وحُقِّ لوجهِ سيِّدي أَن تُعفَّرَ الوجوهُ لوجهِه»، قالتْ: ثم رفعَ رأسَه فقلتُ: بأبي أنتَ وأُمي، أنتَ في وادٍ وأنا في وادٍ.

قالتْ: فسمعَ حِسَّ قدمي فدخلَ الحُجرةَ وقالَ: «يا حُميراءُ، أَما تَدرينَ ما هذه الليلةُ؟ هذه ليلةُ النصفِ مِن شعبانَ، إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ في هذه الليلةِ عُتقاءُ مِن النارِ بعددِ شعرِ غنمِ كلبٍ»، قالتْ: قلتُ: يا نبيَّ اللهِ، وما بالُ غنمِ كلبٍ؟ قالَ: «ليسَ اليومَ في العربِ قومٌ أكثرُ غنماً مِنهم، لا أقولُ فيهم ستةُ نفرٍ: مدمنُ خمرٍ، ولا عاقّ والديهِ، ولا مُصرٌّ على رباً أو زناً، ولا مُصارِمٌ، ولا مُصوّرٌ، ولا قَتّاتٌ».

أمالي ابن بشران (١٤١٦) أخبرنا أبومحمد دعلج بن أحمد بن دعلج: حدثنا إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري: حدثنا عبدالله بن الجراح: حدثنا سعيد بن عبدالكريم الواسطي، عن أبي نعمان السعدي، عن أبي رجاء العطاردي، عن أنس بن مالك .. (١).

٦٣٢٧ - عن عائشةَ رضي اللهُ تعالى عنها قالتْ: كانتْ ليلةُ النصفِ مِن شعبانَ ليلَتي، فباتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِندي، فلمَّا كانَ في جوفِ الليلِ فقدتُه، فأخَذَني ما يأخُذُ النساءَ مِن الغيرةِ، فتلففتُ بمِرْطي، واللهِ ما كانَ مِرْطي قزّاً ولا خزّاً ولا حريراً ولا دِيباجاً ولا قُطناً ولا كِتاناً ولا صُوفاً، قيلَ: فمِمَ كانَ يا أمَّ المؤمنينَ؟ قالتْ: كانَ سَداهُ شعراً ولُحْمتُه مِن أوبارِ الإبلِ.


(١) أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (٩١٨) وقال: وهذا الطريق لا يصح، قال أبوالفتح الأزدي الحافظ: سعيد بن عبدالكريم متروك. وبعضه في المجمع (٢/ ١٢٧ - ١٢٨).
وذكر ليلة النصف من شعبان عند الترمذي وغيره - كما في المسند الجامع (١٦٣٩٥) - من وجه آخر عن عائشة. وانظر ما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>