٦٥٩٧ - عن عائشةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كانَ قاعداً وحولَه نفرٌ مِن المهاجرينَ والأنصارِ وهم كثيرٌ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«إنَّما مَثلُ أحدِكم ومثلُ مالِه وأهلِه ومثلُ عملِه كرجلٍ له ثلاثةُ إخوةٍ، فقالَ لأخيهِ الذي هو مالُه حينَ حضرتْهُ الوفاةُ ونزلَ به الموتُ: ماذا عندَكَ؟ فقد نزلَ بي ما تَرى، فقالَ له أخوه الذي هو مالُه: مالَكَ عِندي غِنى، ومالَكَ عِندي إلا ما دُمتَ حيّاً، فخُذْ مِني الآنَ ما أردتَ فإنِّي إذا فارقتُكَ سيُذهَبُ بي إلى مذهبٍ غيرِ مذهبِكَ وسيأخُذُني غيرُك»، فالتفتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«هذا أخوهُ الذي هو مالُه، فأيَّ أخٍ ترونَه؟» قَالوا: لا نَسمعُ طائلاً يا رسولَ اللهِ.
«ثم قالَ لأخيهِ الذي هو أهلُه: قد نزلَ بي الموتُ وحضرَ ما تَرى، فماذا عندَكَ مِن الغِنى؟ قالَ: غِناي عنكَ أنْ أُمرضَكَ وأقومَ عليكَ وأُعينَكَ، وإذا مِتَّ غسلتُكَ وحنطتُكَ وكفنتُكَ، ثم حملتُكَ في الحاملينَ وشيَّعتُكَ، أحملُكَ مرةً وأميطُ أُخرى، ثم أرجعُ عنكَ وأُثني بخيرٍ عندَ مَن سألَني»، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«هذا أخوهُ الذي هو أهلُه، أيَّ أخٍ تَرونَ؟» قَالوا: لا نَسمعُ طائلاً يا رسولَ اللهِ.
«ثم قالَ لأخيهِ الذي هو عملُه: ماذا عندَكَ؟ وماذا لديكَ؟ فقالَ: أُشيُّعكَ إلى قبرِكَ، فأونسُ وحشَتَكَ، وأذهبُ معكَ، وأجادلُ عنكَ في كفنِكَ فأشولُ بخَطاياكَ»، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أيَّ أخٍ تَرونَ هذا الذي هو عملُه؟» قَالوا: خيراً يا رسولَ اللهِ، قالَ:«والأمرُ هذا».
قالتْ عائشةُ: فقامَ عبدُاللهِ بنُ كُرزٍ الليثي فقالَ: أي رسولَ اللهِ، أتأذنُ لي أنْ أقولَ على هذا شِعراً؟ قالَ:«نَعم»، قالتْ عائشةُ: فما باتَ إلا ليلتَه تلكَ حتى غَدا عبدُاللهِ بنُ كُرزٍ واجتمعَ المسلمونَ لما سمِعوا مِن تمثيلِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الموتَ وما فيه، فجاءَ ابنُ كُرزٍ فقامَ على رأسِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«إيه إيه يا ابنَ كُرزٍ»، فقالَ ابنُ كُرزٍ: