تكونَ أنتَ، ولولا حاجَتي إلى مَشورَتِك لَما حَلَلتُك مِن عسكرِهِ، يا أسامةُ عليكَ بالمياهِ - يَعنى البوادي - وكانَ يمرُّ بالبوادِي فيَنظروا إلى جيشِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيَثبُتوا على أَديانِهم، إلى أنْ صارَ إلى عشيرتِهِ كلبٍ فكانتْ تحتَ لوائِهِ إلى أنْ قدمَ الشامَ على معاويةَ، فقالَ لَه معاويةُ: اخترْ لكَ منزلاً، فاختارَ المِزَّةَ، واقتطَعَ فيها هو وعشيرتُهُ، وقدْ قالَ الشاعرُ وهو أعورُ كلبٍ:
إذا ذُكرتْ أرضٌ لقومٍ بنعمةٍ ... فبلدةُ قَومي تَزدَهي وتَطيبُ
حبيبُ رسولِ اللهِ وابنُ رَديفِهِ ... له ألفةٌ معروفةٌ ونَصيبُ
فأسكنَها كلباً فأضحتْ ببلدةٍ ... لها منزلٌ رَحْبُ الجَنابِ خَصيبُ
فنصفٌ على برٍّ وشيحٍ ونزهةٍ ... ونصفٌ على بحرٍ أغرَّ رَطيبُ
ثم إنَّ أسامةَ خرجَ إلى وادي القرى إلى ضيعةٍ لَه فتوفِّي بِها، وخلَّفَ في المِزةِ ابنةً لَه يُقالُ لَها فاطمةُ، فلم تزلْ مُقيمةً إلى أَن وليَ عمرُ بنُ عبدِالعزيزِ، فجاءَتْ فدخلتْ عليهِ، فقامَ مِن مجلسِهِ وأقعَدَها فيهِ، وقالَ لَها: حوائِجَكِ يا فاطمةُ، قالتْ: تَحمِلُني إلى أَخي، فجهَّزَها وحَمَلَها.
وزادَ محمدُ بنُ إبراهيمَ في حديثِهِ: وخلَّفتْ قومَها مِن بَني الشَّجبِ في ضيعَتِها إلى أنْ قدمَ الحسنُ بنُ أسامةَ فباعَها.
فوائد تمام (١٢٠٠)، وجزء إسلام زيد له (١) أخبرنا أبوالحسين محمد بن يحيى بن أيوب بن أبي عقال قراءة عليه في داره بحجر الذهب، و (١٢٠١) وأخبرنا