فلمَّا وليَ عَمرو بنُ سعيدٍ المدينةَ أرسلَ إلى البَهيِّ بنِ أبي رافعٍ فقالَ له: مَن مَولاكَ؟ قالَ: رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فضربَه مئةَ سوطٍ، ثم سأَلَه فقالَ مثلَها حتى ضربَه خمسَمئةِ سوطٍ، فلمَّا خافَ أَن يقتُلَه قالَ: أَنا مَولاكم، فلمَّا قَتَل عبدُالملكِ عَمرو بنَ سعيدٍ قالَ البَهيُّ بنُ رافعٍ وكانَ شاعراً ظريفاً يهجو عَمرو بنَ سعيدٍ ويمدحُ عبدَالملكِ.
قالَ أبوالحسنِ: أَصبتُ الشعرَ عندَ غَيري ولم أجدْه في كِتابي: صَحَّتْ ولا شلَّتْ ونالتْ عدوَّها.
معجم ابن الأعرابي (٢٢٦٨) حدثنا علي بن داود: حدثنا عبدالله بن صالح: حدثنا الليث بن سعد قال: حدثني جرير بن حازم، عن حماد بن موسى .. .
* أمالي اليزيدي (ص ٨٧) حدثنا أبوعبدالله اليزيدي قالَ: حدثني أبوحرب محمد بن خالد المهلبي قالَ: حدثني محمد بن عباد بن عباد المهلبي قالَ: حدثنا جرير بن حازم، أنَّ البَهيَّ بنَ عثمانَ (١) بنَ أبي رافعٍ قالَ:
إنَّ أَبا أُحيحةَ سعيدَ بنَ العاصِ بنِ أُميةَ هلَكَ وتركَ عشرةَ بنينَ، فأَعتَقوا جميعاً حِصَصَهم مِن أبي رافعٍ ماخَلا العاصَ بنَ سعيدٍ فإنَّه أَبى أَن يُعتِقَ، وكانَ العاصُ بنُ سعيدٍ قُتلَ يومَ بدرٍ كافراً، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم للعاص:«أَعتِقْه أو بِعْنيهِ أو هَبْهُ لي»، فقالَ: ما أُريدُ أن أفعلَ شيئاً مِن ذلكَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«فاعلَمْ أنَّ اللهَ شريكٌ فيه ليسَ لكَ أَن تضرِبَهُ ولاتَسُبَّه»، فأتَاهُ بعدَ ذلكَ العاصُ فوَهَبَه له، فأعتَقَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكانَ أبورافعٍ يقولُ: أَنا مَولى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قالَ: فلمَّا ولَّى يزيدُ بنُ معاويةَ عَمرو بنَ سعيدِ بنِ العاصِ الذي يُقالُ له الأَشدقُ المدينةَ قالَ له: يا أبارافعٍ مَولى مَن أنتَ؟ قالَ: مَولى رسولِ اللهِ عليه
(١) هكذا سماه محمد بن عباد المهلبي في روايته، وأسقط حماد بن موسى من إسناده، ولعل هذا من تخاليطه، انظر ترجمته في اللسان (٥/ ٢٤٢).