للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكلُّ دمٍ في الجاهليةِ موضوعٌ، وأولُ موضوعٍ مِنه دماءُ بَني عبدِالمطلبِ، ودمُ آدمَ ابنِ ربيعةَ، - كانَ مُسترضَعاً في بَني ليثٍ فقتلتْهُ هُذيلٌ - أَلا وإنَّ الشيطانَ قد يئسَ أَن يُعبَدَ بأرضِكم هذه، أَلا وإنَّ النَّسيءَ زيادةٌ في الكفرِ إلى آخِرِ الآيةِ، أَلا وإنَّ الزمانَ استدارَ كهيئتِهِ يومَ خلقَ اللهُ السماواتِ والأرضَ، أَلا وإنَّ عدَّةَ الشهورِ عندَ اللهِ اثنا عشرَ شهراً مِنها أربعةُ حرمٌ، أولُها رجبُ الذي بينَ جُمادى الآخِرةِ وشعبانَ، وثلاثٌ مُتوالياتٌ، أَلا وإنَّ الشهرَ تسعةٌ وعشرونَ يوماً - يعدُّه يدِهِ فضربَ بكفيهِ مرَّتينِ عشراً وعشراً، ومرةً بكفيهِ تسعاً - أَلا هلْ بلغتُ؟» قَالوا: نَعم، قالَ: «اللهمَّ اشهدْ».

ثم قالَ: «إنَّ اللهَ قسمَ المَواريثَ فأَعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فليسَ لوارثٍ وصيةٌ، أَلا والولدُ للفراشِ وللعاهِرِ الحجرُ، أَلا فاستَوصوا بالنساءِ خيراً، فإنَّهن عَوَانٍ عندَكم، لا عليكُم مِن أمرِهنَّ شيءٌ، إنَّما أَتيتُموهنَّ بأمانةِ اللهِ واستحلَلْتُم فُروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ، ولهنَّ حقٌّ عليكُم في بعضهنَّ (١) ورزقِهن وكِسوَتِهن، ولكم عليهنَّ حقٌّ أَلا يوطِئْنَ فُرَشَكم ولا يُدخِلْنَ بيوتَكم أحداً تَكرهونَه إلا بإذنِكم، فإنْ فعلْنَ شيئاً مِن ذلكَ فقد حلَّ أَن تَهجُروهنَّ وتَضربوهُنَّ ضرباً غيرَ مُبرحٍ، فإنْ أَطعنَكم فلا تَبغوا عليهنَّ سبيلاً، أَلا هلْ بلغتُ؟» قَالوا: نَعم، قالَ: «اللهمَّ اشهدْ».

ثم قالَ: «يا أيُّها الناس، اسمَعوا ما أَقولُ لكم واعقِلوهُ، فإنَّي قد تركتُ ما إِن استَمسكتُم بِه له تَضلُّوا بعدَه أبداً، وهو كتابُ اللهِ، أَلا والمسلمُ أَخو المسلمِ، لا يَظلمُهُ ولا يخذلُهُ، ولا يحلُّ دمُ امرءٍ مسلمٍ ولا مالهُ إلا بطيبِ نفسٍ مِنه، فلا تَظلِموا أنفُسَكم ولا تَظالَموا، ولا ترجِعوا بَعدي كُفاراً يضربُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ، فإنِّي إنَّما أُمرتُ أَن أُقاتِلَ الناسَ حتى يَقولوا: لا إلهَ إلا اللهُ، فإذا قَالُوها عصَموا


(١) [هكذا كتبت في النسختين، ولم يظهر لها وجه، ولعلها: بعضهن، والله أعلم].

<<  <  ج: ص:  >  >>