ثم تبسَّمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«لقد نَجاهم اللهُ مِن أهوالِ بوائقِ القيامةِ».
الأربعين الصوفية لأبي نعيم (٥١) حدثنا القاضي أبوأحمد محمد بن أحمد: حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالله المنقري: حدثنا الحارث بن منصور الوراق: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس .. (١).
هذا طريق مرتضى لولا الحارث بن منصور وكثرة وهمه.
٨٨٣ - عن أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إنَّ الناسَ يُحبسونَ يومَ القيامةِ ما شاءَ الله أَن يُحبَسوا، فيهتَمَّ المؤمنونَ فيَجتمعونَ فيقولونَ انظُروا مَن يشفعُ لنا إلى ربِّنا فيُريحُنا مِن منزلتِنا هذه، فيأتونَ آدمَ فيقولونَ: اشفعْ لنا إلى ربِّكَ، فيقولُ: لستُ هُناكَ، فيَستقرونَ الأنبياءَ كلَّهم، ثم يَعودونَ إلى آدمَ فيقولُ: يا بَنيَّ، أرأيتُم لو أنَّ أحدَكم خبَّأَ متاعاً ثم ختمَ عليها هل يُؤتى متاعُه إلا مِن قِبلِ الخاتمِ؟ وإنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم خاتمُ النَّبيينَ، وهو يفتحُ الشفاعةَ، فعليكُم به،
فأُوتى فأقومُ إلى بابِ الجنةِ فأستفتحُ فيُفتحُ لي، فإذا رأيتُ ربِّي خررتُ له ساجداً، فيدَعُني ما شاءَ اللهُ، ثم يُعلِّمُني محامداً أحمدُهُ بها لم يحمدْهُ بها أحدٌ قَبلي، ولا يحمدُهُ بها أحدٌ مِن بَعدي، ثم يقالَ: يا محمدُ، اشفعْ تُشفَّعْ، وسلْ تُعطى، فأقولُ: يا ربِّ، شفِّعْني في كلِّ طفلٍ ماتَ صغيراً، فيقولُ: تلكَ ليستْ لكَ يا محمدُ، وعزَّتي وجَلالي وعظَمتي لا أدعُ في النارِ عبداً ماتَ لا يشركُ بي شيئاً إلا أخرجتُهُ».
فذكرَ لنا أنَّ رجلاً يقولُ: يا ربِّ، إنَّه كانَ لي صديقٌ فحرِّمْ عليَّ النارَ حتى يخرجَ صَديقي، فتحرُمُ عليه النارُ حتى يُخرجَ صديقَه.