ذي الحجةِ»، قالَ: ولا مثلُهنُّ في سبيلِ اللهِ؟ قالَ:«ولا مثلُهنُّ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ عفَّرَ وجهَه في الترابِ». قالَ: وذكرَ عرفةَ فقالَ: «يومُ مُباهاةٍ، ينزلُ اللهُ تَعالى إلى سماءِ الدُّنيا فيقولُ: عِبادي جاؤُوني شُعثاً غُبراً ضاجِّينَ مِن كلِّ فجٍّ عميقٍ، يسألونَ رَحمتي ويَستعيذونَ مِن عَذابي، فلم تَرَ يوماً أكثرَ عَتيقاً وعَتيقةً مِن النارِ مثله».
وروايةُ ابنِ أبي الصقرِ مختصرةٌ على أوله:«ما مِن عملٍ أفضلُ مِن عملٍ في أيامِ العشرِ مِن ذي الحجةِ»، قُلنا: يا رسولَ اللهِ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قالَ:«ولا المُعفَّر بالترابِ». قالَ: المُعفَّرُ بالترابِ المقتولُ في سبيلِ اللهِ.
وروايةُ الإسماعيليِّ مُختصرةٌ على آخرِهِ:«إنَّ عشيةَ عرفةَ ينزلُ اللهُ عزَّ وجلَّ فيه إلى السماءِ الدُّنيا فيقولُ للملائكةِ: انظُروا إلى عِبادي شُعثاً غُبراً جَاؤوا مِن كلِّ فجٍّ عَميقٍ، ضاجِّين يسأَلوني رَحمتي ولم يَرَوني، ويتعوَّذوا بي مِن عَذابي ولم يَروني، لا تَرى يوماً أكثرَ عَتيقاً أو عَتيقةً مِن النارِ مِنه، لا يَغفرُ اللهُ فيه لمُختالٍ».
١ - معجم الإسماعيلي (١١) حدثنا أبوسعيد أحمد بن الصقر بن ثوبان، وأمالي الشجري (٢/ ٦٢) أخبرنا أبوطاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالرحيم بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبومحمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: حدثنا أبوبكر أحمد بن عمر، قالا (أبوسعيد وأحمد بن عمر): حدثنا أبوكامل: حدثنا عاصم بن هلال (١): حدثنا أيوب،
٢ - مشيخة ابن أبي الصقر (٨٤) أخبرنا القاضي أبوالقاسم الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الأنباري رحمه الله قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي: حدثنا المقدام بن داود بن عيسى الرعيني: حدثنا سعيد بن
(١) في رواية الإسماعيلي: حدثنا أبوكامل حدثنا أبوالنضر، قال الإسماعيلي: يقال هو عاصم بن هلال.