ولا لِشيءٍ يفسُدُه عليه سبيلاً حتى يَبعثَه وهو ساجدٌ، ففعلَ فنحنُ نمرُّ عليهِ إِذا هبَطْنا وإِذا عرَجْنا،
فنجدُه في العِلْمِ يُبعثُ يومَ القيامةِ فيُوقفُ بينَ يَدَي اللهِ تباركَ وتَعالى، فيقولُ له الربُّ: أَدخِلو عَبدي الجنةَ برحْمتي، فيقولُ: بل بعَمَلي، فيقولُ اللهُ تباركَ وتَعالى للملائكةِ: قايِسوا عَبدي نِعمتي عليه بعملِهِ، فتوجدُ نعمةُ البصرِ قد أحاطَتْ بعبادةِ خمسِمئةِ سَنةٍ، وبقيتْ نعمةُ الجسدِ فضلاً عليه، فيقولُ أَدخِلوا عَبدي النارَ، قالَ: فيُجرُّ إلى النارِ فيُنادي: ربِّ برحمتِكَ أدخِلْني الجنةَ، فيقولُ: رُدُّوه، فيوقَفُ بينَ يديهِ، فيقولُ: يا عَبدي، مَن خلقَكَ ولم تَكُ شيئاً؟ فيقولُ: أنتَ يا ربِّ، فيقولُ: أكانَ ذلكَ مِن قِبَلِكَ أم برَحْمتي؟ فيقولُ: بل برحمتِكَ، فيقولُ: مَن قوَّاكَ للعبادةِ خمسَمئةِ سَنةٍ؟ فيقولُ: أنتَ يا ربِّ، فيقولُ: مَن أَنبتَ الجبلَ في وسطِ البحرِ، وأَخرجَ لكَ الماءَ العذبَ مِن الماءِ المالحِ، وأخرجَ لكَ كلَّ ليلةٍ رُمانةً وإنَّما تَخرجُ مرةً في السَّنةِ، وسَأْلتني أَن أقبضَكَ ساجِداً ففعلتُ ذلكَ بكَ؟ فيقولُ: أنتَ يا ربِّ، فيقولُ: هذا برحْمتي، وبرحْمتي أُدخِلُكَ الجنةَ، أدخِلوا عَبدي الجنةَ برحْمتي، فنِعْمَ العبدُ كنتَ يا عَبدي، فأَدخَلَه اللهُ تباركَ وتَعالى الجنةَ، قالَ جبريلُ صلى الله عليه وسلم: إنَّما الأشياءُ برحمةِ اللهِ يا محمدُ».
فوائد تمام (١٦٨٨) أخبرنا أبويعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي: حدثنا أبوموسى هارون بن كامل بن يزيد القرشي بمصر: حدثنا أبوصالح عبدالله بن صالح كاتب الليث، والأربعين في الرحمة (ص ١٠١ - ١٠٤) بما قرأته على أبي البقاء محمد بن العماد العمدي، عن أبي الوفاء إبراهيم بن محمد الحلبي: أخبرنا الشمس محمد بن علي بن أبي رباح قال شيخنا و .. .. عالياً أم الحسن فاطمة بنت خليل الكنانية، عن أبي الفتح محمد بن محمد الميدومي قال الأولى سماعاً والثانية إذناً: أخبرنا النجيب الحراني: أخبرنا أبومحمد بن مواهب الخضري .. .. إلى لقاء الخضر عليه السلام لأنه كان يذكر أنه لقيه مراراً: أخبرنا أبوبكر البزار: أخبرنا