١٤٤٦ - عن عبدِاللهِ بنِ جعفرٍ، عن أبيه رضي اللهُ عنهما قالَ: بعثتْ قريشٌ عَمرو بنَ العاصِ وعُمارةَ بنَ الوليدِ بهديةٍ مِن أبي سفيانَ إلى النجاشيِّ، فَقالوا له ونحنُ عندَه: قد صارَ إليكَ ناسٌ مِن سفَلَتِنا وسفهائِنا فادفَعْهم إلينا، قالَ: لا، حتى أسمعَ كلامَهم، قالَ: فبعثَ إلينا فقالَ: مايقولُ هؤلاءِ؟ قالَ: قُلنا: إنَّ هؤلاءِ قومٌ يعبدونَ الأوثانَ، وإنَّ اللهَ بعثَ إلينا رسولاً فآمنّا به وصدَّقْناه، فقالَ لهم النجاشيُّ: أَعبيدُهم لكم؟ أفلَكم عليهم دَينٌ؟ قَالوا: لا، قالَ: فخَلُّوا سبيلَهم.
قالَ: فخرجْنا مِن عندِه، فقالَ عَمرو بنُ العاصِ: إنَّ هؤلاءِ يقولونَ في عيسى غيرَ ما تقولُ، قالَ: إنْ لم يَقولوا في عيسى مثلَ قَولي لم أدعْهم في أَرضي ساعةً مِن نهارٍ، فأرسلَ إلينا، فكانت الدعوةُ الثانيةُ أشدَّ علينا مِن الأُولى، قالَ: ما يقولُ صاحبُكم في عيسى بنِ مريمَ؟ قالَ: يقولُ: هو روحُ اللهِ وكلمتُه أَلقاها إلى عذراءَ بتولٍ، قالَ: فأرسلَ فقالَ: ادعوا إليَّ فلاناً القسَّ وفلاناً الراهبَ، فأتاهُ أناسٌ مِنهم، فقالَ: ما تَقولونَ في عيسى بنِ مريمَ؟ فَقالوا: أنتَ أعلمُنا فما تقولُ؟ فقالَ النجاشيُّ وأخذَ شيئاً مِن الأرضِ فقالَ: ما عَدا عيسى ما قالَ هؤلاءِ مثلَ هذا، ثم قالَ لهم: أَيؤذيكم أحدٌ؟ قَالوا: نَعم، قالَ: فأمرَ مُنادياً فنادى: مَن آذى أحداً مِنهم فأغرِموه أربعةَ دراهمَ، ثم قالَ: أَيكفيكم؟ قُلنا: لا، فأَضعَفَها.
قالَ: فلمَّا هاجرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وخرجَ إلى المدينةِ وظهرَ بها، قُلنا له: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد ظهرَ وهاجرَ إلى المدينةِ وقَتلَ الذين كُنا حدَّثناكَ عنهم، وقدْ أردْنا الخروجَ إليه فزوِّدْنا، قالَ: نَعم، فحمَلَنا وزوَّدَنا، ثم قالَ: أخبرْ صاحبَكَ بما صنعتُ إليكم، وهذا صاحِبي معكَ، وأنا أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّه رسولُ اللهِ، وقُل له يستغفرْ لي.
قالَ جعفرٌ: فخرجْنا حتى أَتينا المدينةَ، فتلقَّاني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاعتَنَقني، ثم قالَ:«ما أَدري أَنا بفتحِ خيبرَ أفرحُ أو بقدومِ جعفرٍ»، ووافقَ ذلكَ فتحَ خيبرَ، ثم