قال: حدثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة .. .
هذا حديث غريب عجيب (١).
١٥١٠ - عن حذيفةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتاني جبريلُ عليه السلامُ وفي كفِّه مرآةٌ كأحسنِ المَرائي وأضوَئه، فإذا في وسطِها لمعةٌ سوداءُ، فقلتُ: ما هذه اللمعةُ التي أَرى فيها؟ قالَ: هذه الجمعةُ، قلتُ: وما الجمعةُ؟ قالَ: يومٌ مِن أيامِ ربِّكَ عظيمٌ، وسأخبرُكَ بشرفِه وفضلِه في الدُّنيا وما يُرجى فيه لأهلِه، وأُخبركَ باسمِه في الآخِرةِ، فأمَّا شرفُه وفضلُه في الدُّنيا فإنَّ اللهَ جمعَ فيه أمرَ الخلقِ، وأمَّا ما يُرجى فيه لأهلِه فإنَّ فيه ساعةً لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ أو أَمةٌ مسلمةٌ يسألانِ اللهَ فيها خيراً إلا أَعطاهما إياهُ.
وأمَّا شرفُه وفضلُه في الآخِرةِ واسمُه، فإنَّ اللهَ تعالى إذا صيَّر أهلَ الجنةِ إلى الجنةِ وأهلَ النارِ إلى النارِ، جرتْ عليهم هذه الأيامُ وهذه الليالي ليسَ فيها ليلٌ ولا نهارٌ، قد علمَ اللهُ مقدارَ ذلكَ وساعاتِهِ، فإِذا كانَ يومُ الجمعةِ حينَ يخرجُ أهلُ الجمعةِ إلى جُمعتِهم نادى أهلَ الجنةِ منادٍ: يا أهلَ الجنةِ، اخرُجوا إلى وادي المَزيدِ، قالَ: ووادي المَزيدِ لا يعلمُ سعةَ طولِه وعرضِه إلا اللهُ تعالى، فيه كثبانُ المسكِ رؤوسُها في السماءِ.
قالَ: فيخرجُ غلمانُ الأنبياءِ بمنابرَ مِن نورٍ، ويخرجُ غلمانُ المؤمنينَ بكراسي مِن ياقوتٍ، فإذا وُضعتْ لهم وأخذَ القومُ مجالسَهم بعثَ اللهُ عليهم ريحاً تُدعى المُثيرةَ، تثيرُ عليهم ذلكَ المسكَ وتنقلُه مِن تحتِ ثيابِهم وتُخرجُه في وجوهِهم وأشعارِهم، تلكَ الريحُ أعلمُ كيفَ تصنعُ بذاكَ المسكِ مِن امرأةِ أحدِكم لو دُفعَ إليها كلُّ طيبٍ على وجهِ الأرضِ.
(١) وقال الألباني في الضعيفة (١٦٢٥) (٢٦٢٩): موضوع.