قال المؤلف رحمه الله تعالى:[والتوسل به في عرف كثير من المتأخرين يراد به الإقسام به والسؤال به كما يقسمون بغيره من الأنبياء والصالحين ومن يعتقدون فيه الصلاح].
هذا المعنى الرابع للتوسل، وهو المعنى الباطل الذي لا يصح، وهو التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في عرف كثير من المتأخرين، ويراد به الإقسام على الله عز وجل به، أو السؤال به، فيقول: اللهم إني أسألك بحق نبيك أو أسألك بنبيك، كما يفعل أهل البدع، فبعضهم يقول:(بنبيك) يعني: أقسم، وإذا قال: إني أسألك بنبيك فهو يقصد السؤال به، لكن أحياناً يقسم، فيقول: بنبيك يا ربي أن تفعل لي كذا، بحق نبيك أن تنصرني، بحق نبيك أن تحقق لي كذا، فهذا إقسام وذاك سؤال، فالمعنيان من التوسل الممنوع وهو النوع الرابع.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:[وحينئذ فلفظ التوسل به يراد به معنيان صحيحان باتفاق المسلمين، ويراد به معنى ثالث لم ترد به سنة].
هنا أخرج الوسيلة التي هي المقام المحمود، ومما يجب أن نفرق بين لفظ التوسل والوسيلة، فالوسيلة خمسة أنواع، أما التوسل فهو هذه الأنواع الثلاثة.